للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الصلاة والسلام: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله» (١).

أيها المسلمون تظل ظاهرةُ الذكر معلمًا بارزًا في أيام الحج لمن تأمل والله يقول: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (٢).

وفي سبيل الدعوة للتوحيد وإعلاء شأنه عاتب الله قريشًا يوم أن كانوا سدنة البيت فأشركوا معه في العبادة غيره، وصدوا الناس عنه {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} (٣).

ونفى عنهم الولاية: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (٤).

أيها المسلمون حين تدرك أهمية التوحيد في شعيرة من شعائر الله، وركن من أركان الإسلام، فليس يخفى أثرُ التوحيد وأهميتهُ في شعائر الإسلام الأخرى وأركانه الأساسية أو ليست كلمة التوحيد هي الركن الأول من أركان الإسلام، وأَوَلسنا في كل قيام للصلاة نردد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فضلًا عن إعلان التوحيد وإعلاءِ شأن الذكر في أعمال الصلاة كلها، وليس التشهد إلا مظهرًا من مظاهرها بل ويظهر التوحيد في مقدمات الصلاة من الأذان والوضوء، وهكذا الشأن في بقية أركان الإسلام أو لا يقودنا ذلك كله إلى تعظيم شأن


(١) رواه أبو داود والترمذي بسند حسن (جامع الأصول ٣: ٢١٧).
(٢) سورة البقرة، أية: ٢٠٣.
(٣) سورة الحج، أية: ٢٥.
(٤) سورة الأنفال، أية: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>