للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوحيد والاهتمام به والبعد عن الشرك دقيقه وجليله، أَوَليس الحق تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (١).

ومن وصايا العبد الصالح لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٢).

وفي واحة التوحيد ورياض الإيمان يكون الهدى ويتوفر الأمن في الدنيا والآخرة وذلك ذكرى للذاكرين: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (٣). أجل لقد أشكلت هذه الآية على الصحابة وقالوا: أيُّنا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم، قال: «ليس كما تقولون، ذاك الشرك».

وتأمل يا أخا الإسلام عظيمَ فضلِ الله ومغفرته للذنوب، ما لم يقع العبدُ في الشرك، وفي ذلك أعظمُ دليلٍ على أهمية التوحيد في حياة المسلم يقول عليه الصلاة والسلام: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولةً ومن لقيني بقُراب الأرضِ خطيئةً لا يشرك بي شيئًا لقيتهُ بمثلها مغفرة» (٤).

فتأملوا هذا الشرط «لا يشرك بي شيئًا».

يقول ابن القيم رحمه الله في معنى الحديث: ويُعفى لأهلِ التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يُعفى لمن ليس كذلك، فلو لقي الموحدُ الذي لم يشرك


(١) سورة النساء، آية: ٤٨.
(٢) سورة لقمان، آية: ١٣.
(٣) سورة الأنعام، آية: ٨٢.
(٤) رواه أحمد ومسلم (٥/ ١٧٢)، (٢٦٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>