واللهُ أكبر عدد ما لاحت بوارقُ النصرِ، ورفرفت رايةُ التوحيد في الجبال والوهاد وفي كل سهلٍ أو وعر، الله أكبر عدد ما هلل مُهَللٌ وكبر مكبرٌ. الله أكبر كلما صام صائمٌ وافطر، وكلما تلا قارئُ كتابَ ربه وتدبر، وطاف طائفٌ بالبيت العتيق فذكر الله وكبر. اللهُ أكبر كلما استغفره المستغفرون في ساعةٍ من ليل أو نهار أو حين السحر، وكلما فاضت عيونُ المحبين واكتحلتَ بالبكاء مُقلُ الخاشعين.
عبادَ الله يومُكم هذا يومٌ عظيمٌ من أيام الله يومُ عيدٍ وفرحة، ويومُ غبطةٍ في الدين والطاعة، يفرح المؤمنون به لأن الله تعالى وفقهم لإكمال العدة وأعانهم فيه على الطاعة، وهم ينتظرون من الكريم المثوبة والجائزة، ويستغفرون الله عن الخطأ والزلة، وليس الفرحُ بسبب إنهاءِ الصيام الذي يعده ضعفاءُ النفوس عبئًا ثقيلًا عليهم.
العيدُ في الإسلام مظهرٌ من مظاهر القوةِ والمحبة والإخاء، وهو مُذكرٌ بيوم البعث والجزاء .. ولذا فليس العيدُ من لبس الجديد أو تفاخر بالعدد والعديد، ولكن العيدَ الحقَّ لمن خاف يومَ الوعيد، واتقى ذا العرش المجيد.
فالوعدُ حقٌّ، والموقف رهيب، والعذابُ شديد، والقرآنُ مذكر للغافلين {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}(١).
وفي البعثِ بعد الموت نشر صحائفٍ ... وميزانُ قسطٍ طائشٌ أو مُثَقَّلُ