للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونارٌ تلظى في لظاها سلاسلٌ ... يُغلّ بها الفجارُ ثم يُسلسلُ

عليها صراطٌ مدحضٌ ومزلةٌ ... عليه البرايا في القيامة تُحملُ

وفيه كلاليبٌ تَعلَّقُ بالورى ... فهذا نجا منها وهذا مخردلُ

فلا مجرمٌ يفديه ما يفتدي به ... وإن يعتذرْ يومًا فلا عُذر يقبلُ (١).

أيها المسلمون! قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وذلك بالحمل على طاعةِ الله، والجدية في السيرِ إلى الله، والتذكيرِ بمقام العرض على الله.

عن عدي بنِ حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربُّه ليس بينه وبينه تُرجمان، ينظرُ أيمنَ فلا يرى إلا ما قدَّ من عمله، وينظرُ أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظرُ بين يديه فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) (٢).

وإياكم- عباد الله- والغفلة عما خُلقتم له، ففي الغفلة العطب، واجعلوا من فرحةِ الدنيا سبيلًا للفرحة العظمى في جناتٍ ونهرٍ في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

ولا تستوحشوا من ذكرِ هادمِ اللذات، فوصيةُ نبيكم صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكرَ هادم اللذات)).

قال القرطبي رحمه الله: قال الدقّاقُ: من أكثرَ من ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيلُ التوبةِ، وقناعةُ القلبِ، ونشاطُ العبادة. ومن نسي الموت عوجل بثلاثة: تسويفُ التوبةِ، وتركُ الرضا بالكفاف، والتكاسلُ في العبادة.


(١) المختار للحديث في رمضان ١٥٧.
(٢) رواه البخاري ومسلم في الرقاق، والزكاة ٨/ ١٤٠، ٢/ ٧٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>