عباد الله! لا يعني ذكرُ الموت أن تتحولَ الحياةُ إلى أحزانٍ ولا إلى ظلمات مهلكة، وانطوائية مؤذية.
لكن الموازنة بين نصيب الدنيا والآخرة، والمراقبةُ الدائمةُ والتحوُّطُ في المطعم والمشربِ والمنكح والملبس، والنطقِ والصمت اللهُ أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أمةَ الإسلام! يومُ العيد يومُ أُنس وصلةٍ لما أمر اللهُ به أن يوصل، ويوم مواساةٍ لمن به حاجة، يُمسح رأسُ اليتيم، ويُتصدق على الفقراء والمساكين، ويُدعى فيه للمرضى، ويُترحم على الموتى، ويُدعى بفكاكِ الأسرى ورفع الضرِّ عن المتضررين من المسلمين.
هو يومٌ تبرز فيه أخلاقُ الأمةِ المسلمة على سجيتها، وتبرز فيه العواطفُ والميول والعوائدُ على حقيقتها تمتد مشاعرُ الإخاءِ إلى أبعد مدى، ويبدو المجتمعُ في العيد متماسكًا متعاونًا متراحمًا، تخفق فيه القلوبُ بالحبِّ والودِّ والبرِّ والصفاء.
أمةَ القرآن، مع أفراحِنا وأشواقنا .. فلا ينبغي أن تنسينا فرحةُ العيد مآسينا، وأحوالَ أمتِنا، فالقدسُ أسير، والمسلمون أشلاء ممزقة هنا وهناك. ويومُ العيد مناسبةٌ كبرى للمسلمين للمراجعةِ، وطرح الأسئلةِ المهمة، فإلى أين تسيرُ مناهجُ الإعلام والتعليم، وما هي الأسسُ التي يُبنى عليها الحكمُ والاقتصاد في بلاد المسلمين؟ ما وضعُ المرأةِ في مجتمعات المسلمين، وإلى أين تسيرُ قضيتها؟ كيف تستثمر طاقات الشباب؟ وما مقدارُ مكاسبُ الأمةِ ومغانمها وما حجمُ مآسيها ومغارمها؟
إن ما يعيبُ الأمةَ، جهلَ أبنائها، وغفلة علمائها، وتسلطَ قادتها، ويُضعفُ