للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقٌّ، وسنته ثابتةٌ لا تتغير، فهو حسبُ المؤمنين وكافيهم {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (١). وهو يدافع عن المؤمنين بنص القرآن: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور} (٢).

{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} (٣).

ولكن السؤال المهم: هل تحقق الشرطُ، وتخلف الوعدُ؟ كلا والعالمون يقولون: إن هذه الآياتِ وهذه الوعود إنما هي لأهلِ الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمانُ صار لعدوهم عليهم من السبيل بما تركوا من طاعةِ الله.

وكفايتهُ لهم إنما هي بحسب اتباعِهم لرسوله صلى الله عليه وسلم، وانقيادهم له، وطاعتهم له، فما نقص من الإيمان عاد بنُقصان ذلك كلِّه، وكذلك المدافعة مشروطةٌ بالإيمان، فإذا ضعف الدفعُ عنه فهو من نقصِ إيمانه.

فيا قارئ القرآن! تأمل هذه الضماناتِ لعدم الهوان، أو الدعوةِ للسلم في آيتين من كتاب الله، هما: ولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} (٤).

وقوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الأعلون الله معكم ولن يتركم أعمالكم} (٥).

فهذا الضمانُ إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التي هي جند من جنود الله يحفظهم بها (٦).


(١) سورة الأنفال، آية: ٦٤.
(٢) سورة الحج، آية: ٣٨.
(٣) سورة النساء، آية: ١٤١.
(٤) سورة آل عمران، آية: ١٣٩.
(٥) سورة محمد، آية: ٣٥.
(٦) ابن القيم، إغاثة اللهفان ٢/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>