للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفتح أبوابَها لتستقبله، ولئن أذاه بعض أهلِ الأرضِ في وقتٍ فإن أهل السماء يقفون له مستقبيلن ومرحبين (١).

أيها المسلمون! لقد كانت حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ حدثًا عجيبًا في هذا الكون، مجّد اللهُ به نفسَه، وعظّمَ شأنَه، لقدرته على ما يقدر عليه أحدٌ سواه، فقال جلَّ من قائل عليمًا: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} (٢).

وكانت الحادثةُ تكريمًا وإيناسًا وتسريةً للنبي صلى الله عليه وسلم إذ أسري بجسده وروحه في ليلةٍ واحدةٍ من مكة بأرضِ الحجاز إلى بيت المقدسِ بالشام، وهيأ ذلك الجسدَ المادي حتى صار قابلًا لحياةِ الملكوتِ، وَرَفع له الحجبَ، ورقى به إلى الملأ الأعلى، وسار به من سماءٍ إلى سماء، وأري من آيات الله الكبرى ما أُري .. دل ذلك على التكريم من جانب والإيناسِ والتسريةِ من جانب آخر.

إن من يتأملُ حديثَ القرآنِ عن هذه الحادثة يجدُ أن أعظمَ وأوجزَ ما ورد من تعليل لها هو قولهُ تعالى: {لنريه من آياتنا} (٣).

وقوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} (٤).

وهذه سنة اللهِ في الأنبياء-عليهم السلام- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (٥).


(١) السيرة في ضوء المصادر الأصلية ٢٤٠.
(٢) سورة الإسراء، آية: ١.
(٣) سورة الإسراء، آية: ١.
(٤) سورة النجم، آية: ١٨.
(٥) سورة الأنعام، ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>