للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات والأرض أن تزولا، ولهذا السبب يتفاوت الناسُ في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرةٍ في القلب (١).

أيها المسلمون! ومع عظمة هذه الأيام فقد أمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم الأمة وحثها على كثرة الذكر والتسبيح والتهليل في هذه العشرة فقال: ((ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحب إليه العملُ فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)) (٢).

ومن الصفات المشروعة في التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبر، الله أكبر ولله الحمد (٣)

قال في سبل الإسلام: وفي الشرع صفاتٌ كثيرةٌ واستحساناتٌ عن عدة من الأئمة، وهو يدل على التوسعة في الأمر، وإطلاق الآية يقتضي ذلك، يعني قوله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} (٤).

فأحيوا هذه السنة، وليكن لكم في سلف الأمة أسوة فقد أخرج البخاري في صحيحه (معلقًا مجزومًا به) أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما (٥).

والمراد أنهما يذكران الناس فيتذكرون ويذكرون، ولا يعني التكبير بصوتٍ واحدٍ جماعي، فهذا غير مشروع، قال ابن الحجاج في المدخل: ((قد مضت السنة أن كل


(١) ابن القيم: الداء والدواء ص ٧٥، ٧٦.
(٢) أخرجه أحمد وإسناده صحيح ٧/ ٢٢٤، ٩/ ١٤.
(٣) إرواء الغليل ٣/ ١٢٥.
(٤) سبل الإسلام ٢/ ١٢٥، عبد الله الفوزان، المجالس ص ٢٢.
(٥) الفتح ٢/ ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>