وربوا على أن العبادة مفهوم شامل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال .. وربوا على المراقبة الدائمة لله .. وعلى التوكل عليه، والخوف منه .. إلى غير ذلك من مفاهيم جليلة .. ولكن أين هذا مثلًا من ظاهرة الغش في الامتحان وبعض الطلبة قد لا يمنعهم من مزاولتها إلا عدم القدرة عليها. فإذا وجد فرصة سارع إليها، وأين هذه المفاهيم من مقارفة بعض السلوكيات الخاطئة وترك الواجبات .. وفعل المحرمات ..
إن هذه المفاهيم وغيرها لا يُراد منها التلقين والأداء في الامتحان، وإنما القصدُ بناء شخصية الطالب عليها داخل المدرسة وخارجها وفي أيام الامتحانات وغيرها.
وإذا ما نجحنا في التوفيق بين ما يحصله الطالب والطالبة من معلومات وبين التطبيق السلوكي لها .. فذلك المؤشر الحقيقي لنجاح العملية التربوية .. وإلا فلنبحث عن الخلل حيث يكون ولنسارع بالعلاج.
الملحوظة التاسعة: ووصيتي إليكم معاشر الطلبة والطالبات ألا يبدأ الاستذكار عندكم أيام الامتحانات فقط، فهذه مع كونها سببًا للقلق، فالمحصلة العلمية فيها قليلة، والعلمُ ليس ثقلًا يرمى في ورقة الإجابة ثم ينسى، بل هو رصيد يستحق العناية والحفظ ..
أما أنتم معاشر الأولياء فلا يسوغ لكم إهمال أبنائكم وبناتكم طوال العام، فإذا خرجت النتيجة على غير ما تشتهون كانت المخاصمة والسبابُ لإدارة المدرسة ومعلميها.
الملحوظة العاشرة والأخيرة: -وهي أهمها- وهي موجهة للممتحَنين وللممتحِنين بل لنا جميعًا .. فليت هذه الامتحانات الصغرى تذكرنا بالامتحان الأكبر، وهناك لا فرصة للمحاولة بعد الفشل، ولا محيص للغش والتدليس، لا