للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البهائم، وحلية غير المؤمنين، {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} (١).

لقد خلق الله الحياة والموت لغاية سامية عرفها المؤمنون، فسعوا للآخرة سعيها، ولم ينسوا نصيبهم من الدنيا، حسَّنوا أعمالهم لملاقاة ربِّهم، واستوقفتهم توجيهات القرآن {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور} (٢).

أيها المسلمون! بالأمس القريب بدأت ورقة تقويم جديد، وقبله انتهت آخر ورقة في التقويم القديم، أفلا يذكرك ذلك بقيمة الحياة وسرعة الزمان .. وأمدُ الحياة الدنيا مهما طال في نظرك فهو في حساب الله قليل {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ولئن غفل الإنسان عن هذه الحقيقة في الدنيا فهو متذكر ذلك لا محالة يوم يلقى الله {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين} (٣).

{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} (٤).

إنها نهاية شهر ذي الحجة وبداية شهر الله المحرم تعني انقضاء ثلاثمائة وستين يوما، وتعني مرور ما يزيد على ثمانية آلاف ساعة؟ ! . ترى أيها المسلم! كم أفاء الله عليك -خلال هذه المدة- من نعمة؟

وكم دفع عنك من نقمة؟ كم فتنة وقعت من حولك ووقاك الله شرها؟ {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم


(١) سورة محمد، الآية: ١٢.
(٢) سورة الملك، الآية: ٢.
(٣) سورة يونس، الآية: ٤٥.
(٤) سورة النازعات، الآية: ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>