«إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما» كذا قال عمرُ بن عبد العزيز رحمه الله، وقبله قال ابنُ مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه؛ نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.
أيها الناس: واستثمار الوقت ليس خاصًا بزمن دون زمن، ولا بجنس دون جنس، ويدور الزمان ويدور معه البطّالون، ويوجد فيه المشمرون المستثمرون لحياتهم، وتشارك المرأةُ الرجل في الإحساس بقيمة الزمان، ويُذكر أن امرأة حبيب الفارسي كانت توقظه من الليل وتقول: قُمْ يا حبيبُ فإن الطريق بعيد، وزادُنا قليلٌ، وقوافلُ الصالحين قد سارت من بين أيدينا، ونحن قد بقينا.
يا عبد الله: لست ملكًا مقربًا- لا تعصي الله ما أمرك -ولكن من أدلة شعورك بقيمة الزمن أن تُعقبَ خطأ اليوم بإحسان الغد، وكأن الشاعر يعنيك حين قال:
مضى أمسُكَ الماضي شهيدًا مُعدَّلًا ... وأعقبَه يومٌ عليك جديدُ
فإن كنتَ بالأمس اقترفت إساءةً ... فثنّ بإحسانٍ وأنت حميدُ
فيومُك إن أعقبته عاد نفعُه ... عليك، وماضي الأمس ليس يعودُ
عباد الله: وفي مُقتبل الإجازة يتساءل عددٌ من الناس بم يقضون أوقاتهم؟ وما المشاريعُ الدعويةُ الخيرة التي يمكن لهم أن يسهموا فيها؟
وإذا عُلم أن نصف عدد المجتمع من النساء في البيوت أوجب ذلك التفاتةً جادةً للنساء، وشمولهن بهذه البرامج لاستثمار أوقاتهن، ومساهمتهن في الدعوة للخير.
وبالجملة، فسأقترح عليك، وأذكرك بأكثر من وسيلة لاستثمار الوقت عمومًا، وفي الإجازة خصوصًا، وأرجو أن تكون شاملةً للرجل والمرأة، والشاب والفتاة، والموظف والمُعلم، والمتسبب، والتاجر، وطالب العلم، والداعية.