للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين، وتظهر أعلامُ الشريعة، وتغشو أحكام الإسلام، وبارتفاع سهمه يعلو أهلُ الحق والإيمان، ويندحر أهل الباطل والفجور، يورث القوة والعزةَ في المؤمنين، ويُذلُّ أهلُ المعاصي والأهواء، وتُرغم أنوفُ المنافقين.

قال سفيان رحمه الله: «إذا أمرتَ بالمعروف شددتَ ظهر أخيك، وإذا نهيتَ عن المنكر أرغمتَ أنف المنافق» (١).

يا عباد الله: وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتميز أهل الإيمان عن المنافقين، فمِنْ سيما المؤمنين: الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢) الآية ...

ومن علامات المنافقين والمنافقات: أمرُهم بالمنكر ونهيُهم عن المعروف: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} (٣).

إياك يا أخا الإيمان أن تخرج عن دائرة المؤمنين بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي هذا يقول الغزالي: فالذي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارجٌ عن هؤلاء المؤمنين (٤).

وإياك أن تظنَّ أن تركَ الأمرِ والنهي من الكياسةِ والبعد عن الفضول، فتلك من عدوى مخالطة أهل النفاق لأهل الإيمان، وفي هذا يقول الإمامُ أحمدُ يرحمه الله: إن المنافق إذا خالط أهل الإيمان فأثمرت عدواه ثمرتها صار المؤمنُ بين الناس معزولًا؛ لأن المنافق يصمت عن المنكر وأهلِه، فيصفه الناسُ بالكياسة والبعدِ عن الفضول، ويسمون المؤمن فضوليًّا (٥).


(١) صالح بن حميد، توجيهات وذكرى: ١/ ٤٦.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٧١.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٦٧.
(٤) ابن حميد، ذكرت: ١/ ٤٦.
(٥) ابن حميد، ذكرى: ١/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>