للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالقدوة، وتعويد الخير، وتعليم ما ينفع مباشرةً، أو عن طريق القصة الهادفةِ أو الحكايات المفيدة، وتحيُّن الفرص المناسبة للتوجيه، وإشعار الطفل بعظمة الله من خلال التأمل في مخلوقاته، وكل ذلك يندرج تحت بناء العقيدة وتحبيب الطفل للعبادة والخير، فهناك تربيةٌ إجتماعية للأطفال، ومن وسائلها: حضورُهم مجالس الكبار للاستفادة من أحاديثهم ورصيد تجاربهم، وإرسالهم لقضاء الحاجات لتدريبهم على شؤون الحياة، وإعطائهم الثقة مع المراقبة والتوجيه، وإياك أيها المربي أن تكفَّ الطفل عن الكلام كلما همَّ بالحديث والتعبير عن وجهة نظره، وإياك أن تزجره إذا رغب في الجلوس مع الكبار، فينشأ الطفل رعديدًا يفرُّ من كل غريب، ويتخوف من كل قادم، وفي أخبار الصفوة ما يفيد حضورَ الغلمان مجالس الشيوخ، بل واستئذانهم في حقوقهم، وهذا رسولُ الهدى صلى الله عليه وسلم يؤتى بشراب فيشرب منه، وعن يمينه غلام قيل هو ابن عباس، وعن يساره أشياخٌ، فلما شرب استأذن الغلام في أن يعطي الأشياخ قبله، فلم يأذن الغلامُ وهو يقول: لا والله يا رسول الله؛ لا أُوثر بنصيب منك أحدًا، فأعطاه إياه وتلَّه في يده. (متفق عليه).

وابن عمر رضي الله عنهما يحضر مع أبيه وكبار الصحابة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن شجرة تشبه المسلم، فيخوض الصحابةُ في عدد من الشجر، ليست هي، ويتبادر إلى ذهن الغلام أنها النخلة (وهي كذلك) فما يمنعه من الحديث إلا الأدب مع الكبار، فلما قال ذلك لأبيه شجَّعه أكثر، وقال له: لو كنت قلتها كان أحبَّ إليَّ من كذا وكذا .. رواه البخاري في «صحيحه»، ولقد أفاد ابن عباس وابن عمر وأمثالهما من هذه المجالس، فكانوا بَعْدُ من قادة الأمة وخيارها.

ومن وسائل التربية الاجتماعية: تعويدُ الطفل تحيةَ الإسلام، وأدبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>