الاستئذان، وعيادةَ المرضى، والعطفَ على الفقراء، وحضورَ الصلاة، ودفنَ الموتى.
إخوة الإيمان: وثمة بناءٌ أخلاقي وتربية على جملة من الآداب لا بد للمربين والمربيات أن يرعوها، كالأدب مع الوالدين، ومع العلماء ومع كبار السن، وأدب الاحترام والمحادثة مع الآخرين، والأدب مع الأقارب والجيران، وآداب الطعام واللباس، وآداب المسجد، والمجلس. ونحو ذلك.
ولا بد من تعويده الصدق في الحديث، وحفظ الأمانة، وكتم الأسرار، وسلامة الصدر من الأحقاد، والكرم، والشجاعة والسماحة، ونحوها من كريم الأخلاق والآداب.
أيها المربون والمربيات: ويحتاج الناسُ عامة، والأطفالُ خاصةً إلى لين الجانب ورقة العاطفة، فالبناءُ العاطفيُّ أسلوب مهمٌّ من أساليب تربية الأطفال، فالابتسامة، والقبلةُ، ومسحُ الرأس، والهديةُ، والممازحةُ ... كلُّها تُساهم في فتح قلب الطفل لك، وتهيّئُهُ لقبولِ نُصحك وتوجيهك.
ولقد كان من خُلق المصطفى صلى الله عليه وسلم ممازحةُ الأطفال، ومداعبتُهم وتقبيلُهم، وإن لم يكونوا أبناءه، وفي «صحيح البخاري»: باب من ترك صبية غيره حتى تلعب، أو قبَّلها أو مازحها، وفي الباب عن أمِّ خالد بنت خالد بن سعيد قالت: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعليَّ قميصٌ أصفر، فقال:«سَنَهْ سنهْ» ومعناه بالحبشية (حسنة) قالت: فذهبتُ ألعبُ بخاتم النبوة، فزجرني أبي (أي نهرني) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعها» ثم قال: «أبْلي واخْلفي، ثم أبلي واخلفي، ثم أبلي واخلفي» الحديث. ولا يدري الناظرُ في الحديث أيعجب من ثنائه صلى الله عليه وسلم على قميص البُنية، أم على تركها تلعب بخاتمه، أم بدعائه لها؟ قال ابنُ حجر في تعليقه على الحديث: والممازحةُ بالقول والفعل مع الصغيرة، إنما يُقصد به