للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكارم الأخلاق، وفي الحديث: «وإن صاحب حُسنِ الخُلُق ليبلغ درجةَ صاحب الصوم والصلاة» (١)، وإذا طاشت موازينُ العبدِ أثقلها حسنُ الخلق، يقول عليه الصلاةُ والسلام: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق» (٢)، والجنة مبتغى العاملين المخلصين، وحُسن الخلق يوصل العبد إليها بإذن الله، «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسنُ الخلق» (٣)، ومع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحاب الأخلاق الفاضلة فهم أقربُ الناس إليه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم: «إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا ... » (٤).

عبادَ الله: ولئن ضاقت أموالكم أن تسع الناس فسعوهم بأخلاقكم «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسنُ الخلق» (٥).

ويح المفلسين لا من الدرهم والدينار ... ولكن من رصيد الأخلاق، قال عليه الصلاة والسلام: «ولكن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» (٦).


(١) رواه الترمذي والبزار وأبو داود والحاكم وغيرهم الفتح ١٠/ ٤٥٨.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وصححه وغيرهما: ١٠/ ٤٥٨.
(٣) أخرجه الترمذي وابنُ حبان وصححاه - الفتح: ١٠/ ٤٥٨.
(٤) رواه الترمذي وحسنه - جامع الأصول: ٤/ ٦.
(٥) رواه البزار بسند حسن - الفتح: ١٠/ ٤٥٩.
(٦) رواه مسلم: ٢٥٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>