للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرًا، وعدم كسرهن وحسن العشرة لهن وإن كان بهن عوج، فإن كره منها خُلقًا رضي منها آخر ... وإن لم يرض أدعياءُ تحرير المرأة بهذا فالخلاف معهم في المنطلقات والأصول ينبغي أن يتفق عليها قبل بدء الحوار في الأمور الأخرى.

عباد الله: وهنا يُطرح سؤال مهم: من هم أنصارُ المرأةِ حقًا؟ أهم أولئك الذين يريدون أن يرتبط تاريخها بآسية المؤمنة التي خلّد القرآن ذكرها، ورفضت ظلم فرعونَ وعدوانَه، وعلت همتُها عن متاع الدنيا وزينتها واتصلت بالملأ الأعلى، وكانت الجنةُ غايتها؟ ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها، وبارك اللهُ في نسلها وكفاها فخرًا أن ينسب إليها نبيُّ الله عيسى ابنُ مريم.

أم أولئك النفر الذين يريدون أن ينتهي ارتباطُ المسلمة بالنساء الكاسيات العاريات - تجدهن في المراقص ودور السينما، وبهن تروج أسواقُ البغاء وتنتشر فاحشةُ الزنا ... وينتهي بهن المطافُ إلى المصحات النفسية، ولهن تقامُ عيادات الإجهاض، فلا يكتفين بقتل حيائهن، بل يساهمن مساهمةً كبرى في إهلاك الحرثِ والنسلِ.

من أنصارُ المرأة حقًا؟ أهم أولئك الذين يريدون المرأة درةً مكنونةً وجوهرةً مصونة، ناعمة اليدين، يزيدها الخمارُ جمالًا وهيبة، وتقيها جدرانُ بيتها من السموم والرياح الحارة أو الباردة، وتأمن بعدم اختلاطها من سُعار الذئاب الجائعة؟

أم أنصارها أولئك الذين يريدون لها اللهاث وراء السراب الخادع، يتصبب عرقُها من جبينها في المصنع، وتتورم يداها، ويتناثر شعرُها وتخلق ثيابها في الورشة والمعمل، تؤمر وتنهى، بل يباع عرضها ويُشترى حياؤها، وربما هُددت بالفصل أو نقصِ المرتب إذا لم تستجبْ لمطالب الطامعين فيها؟

إن أنصار المرأة حقًا هم الذين يكشفون لها خلاصة تجربة المرأة الغربية -

<<  <  ج: ص:  >  >>