حين خرجت - ببؤسها وتعاستها، وتعالت صيحات العقلاء محذرين من مجاراتها لا أولئك المنهزمين فكريًا، ويريدون للمرأة المسلمة أن تدخل النفق المظلم وتلج جُحْرَ الضبِّ الخرب؟ إنه لا يغيب عن ذهن المرأة المسلمة الواعية أننا في زمن (عودة الحجاب) على أثر حصاد تجربة مُرّةٍ تورطت بها بعضُ نساءِ المسلمين حين خرجت واختلطت فعادت تحذر بنات جنسها وتدعو للزوم الحجاب، وثمة نموذجٌ آخر يشهد على وعي المرأة واعتزازها بحجابها، تدور أحداثه طريةً في تركيا المسلمةِ أصلًا ... والعلمانية حديثًا، وصاحبته المرأة المحجبة مروة قاوقجي، تلك التي أصرت على لزوم الحجاب، وفرضهِ على أكبر مؤسسات الدولة، رغم العلمنة والتغريب، وسيطرة العسكر ونفوذ الغرب وبكل حال فستبقى هذه الأفكارُ المطروحةُ وثائق تكشف عن التوجهات الفكرية، وتحصي أصحاب الثقافة المستوردة، وستحتفظ ذاكرة التاريخ، ويشهد الجيلُ على أولئك الذين أرادوا بمجتمعهم السوء والشرور وإن زعموا الإصلاح، والتحرير، فتلك شنشناتٌ سُبقوا إليها واكتشف الناسُ فيما بعدُ زيفها. ولعل من أبرز النماذج على ذلك الفكرُ الذي طرحه قاسم أمين حول (تحرير المرأة) فقد اكتشف الجيلُ اللاحق له ما في فكره من فساد وانحراف وفتن أكثر مما اكتشفه الجيلُ المعاصر له. وهكذا تتكشف الحقيقة وإن طُليت بطلاء خادع فترة من الزمن.
اللهم اهد ضالّ المسلمين، وثبت هداتهم على الحقّ يا رب العالمين.
ترى أيفيق الناسُ من رقدتهم، وينادي بعضنا ببدء السباتِ من جديد، أيتحرر المسلمون من ربقة الاستعمار والتبعية والتقليد، ويُصر بعضُ المخدوعين عندنا على استمراء العبودية، والفرق كبيرٌ بين الحرية والعبودية، كما الفرقُ بين لباس التقوى الأصيل، ولبوس العارية المصطنع؟ وهنا وفي مجال الانهزامية التي