للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيركم لأهلي»، وهم الذين يقفون في وجه الجهلة المنتقصين لحقوقها المالية في الإرث أو العطاء {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (١) «والنساء شقائق الرجال»، وبالجملة: فلا يُهضم لها حقٌّ ولا تساوي بالرجل في كل شيء، والله أحكمُ الحاكمين، وفي شريعته عدلٌ ورحمة للرجل والمرأة، ومن قال إنه سيعطي المرأة أكثر مما أعطاها خالقها فقد ظلم نفسه وأساء الأدب مع ربِّه، وما أولئك بالمؤمنين.

أيها المسلمون: وأنصارُ المرأة الوهميون على كثرة مطالبهم للمرأة لم يعنوا كثيرًا بهذه الأمور، ولا بالوظائف النسوية التي لا يزال يشغلها رجال أو نساء أجنبيات - لا سيما الكافرات منهن - وقد أجادت د. رقية المحارب حين أحصت ما يقرب من أربعة آلاف مشغل نسائي في الرياض وحدها، وكلُّها أو معظمها تُدار بعمالة وافدة، فأين المطالبة بتوظيف النساء فيها؟

أم المقصود بهذه الدعوات المحمومة أن يأتي اليومُ الذي تكون فيه المرأة السعوديةُ المسلمة بائعة شاورما، أو نادلةً في مقهى إلى منتصف الليل، أو أن ترفع عن ساقيها لتتدحرج الكرة هنا وهناك، كما تقول الكاتبة (هياء المنيع) والتي أحسنت فهم أهداف اللعبة لإفساد المرأة حين قالت: «إن كثرة الفزع على موضوع عمل المرأةِ يكشف عن قلوبٍ تتسللُ لواذًا لدمار هذا المجتمع المحافظ .. ».

إخوة الإسلام: وبهذا يتبينُ الفرقُ بين أنصار المرأة الحقيقيين وأنصارها الوهميين، وإننا على ثقة أن المرأة في بلاد الحرمين لديها من الحصافة والوعي والثقة بدينها ما تميز به بين الضار والنافع، والأنصار والخصوم، لكنها الذكرى


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>