للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسًا: لا يأس ولا إحباط ... ومهما طال أمدُ الدعوة أو قلَّ الاستماعُ للدعاة، فلا ينبغي أن يُحبطوا أو ييأسوا، وكيف يُحبط الدعاةُ أو ييأسون وقد قيل للمرسلين قبلهم: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} (١) وقيل: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٢)، وكيف يحبطون لقلةِ الأتباع وقد قيل لأحد المرسلين: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} (٣).

وفي الحديث يأتي النبيُّ ومعه الرجلُ والرجلان، ويأتي النبيُّ وليس معه أحد!

سادسًا: وللدعوة تكاليفُ، وعلى الدعاةِ أن يتحملوا الأذى في سبيل الله، وألا يجعلوا فتنة الناس كعذاب الله. وسنةُ الله في الابتلاء جاريةٌ: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (٤).

سابعًا: والصبرُ زادُ الدعوة، وهو طريق لتمكين الدعاة: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} (٥)، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (٦)، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (٧).

ثامنًا: وهناك أدواءُ مهلكةٌ وعلى الدعاة أن يحذروها كالعُجْبِ والرياء، والطمع في السيادة والرئاسة، والحسد والغرور، ونحوها.

تاسعًا: ولا ينبغي أن ترتبط الدعوةُ بالأشخاص أو تحدَّ بمناهجَ ضيِّقةٍ، فالأشخاصُ يذهبون ويجيئون، والمناهج يطرأ عليها التغيير، وهي والأشخاصُ عرضةٌ للخطأ، وينبغي أن يكون المعوَّلُ في الدعوة على هدي الكتاب والسنة،


(١) سورة الشورى، الآية: ٤٨.
(٢) سورة القصص، الآية: ٥٦.
(٣) سورة هود، الآية: ٤٠.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٣.
(٥) سورة لقمان، الآية: ١٧.
(٦) سورة الكهف، الآية: ٢٨.
(٧) سورة السجدة، الآية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>