للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المادية المنهارة، والآيلةِ للانهيار، ومن واقع الأمة الإسلامية التي باتت الصحوةُ تسري بين رجالها ونسائها ومثقفيها وعوامها، ومن لم يستطع منهم العمل للإسلام تراه متحسرًا على واقع المسلمين داعيًا على أعدائهم محاولًا إصلاح شأنه على الأقل ومن يعول. ومن واقع الأعداءِ كذلك وتآزرهم لضرب الإسلام وخنق المسلمين، كلُّ هذه وغيرها تقول بلسان الحال: إن الإسلام قادم، وإن الجولة القادمة للمسلمين - إن شاء الله.

فالأيامُ دول، وحركةُ التاريخ لم تتوقف عن التغيير، ولم يحدث أن توقفت النوبةُ عند أمةٍ من الأمم لم تتجاوزها إلى غيرها.

يا أخا الإسلام: جنّد نفسَك لخدمةِ دين الله، وساهم في جهاد أعداءِ الله، واعلم أنك تنفع نفسك، وإلا فالله غني عنك وعن جهادك: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (١).

واعلم كذلك أن الله قادر على الانتقام من أعدائه، والانتصارِ عليهم، ولكن ليبلوَ الناس ويُميزَ الصادقين المجاهدين من الكاذبين المتخاذلين {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} (٢).

إخوة الإيمان: وثمة تساؤل يطرحه بعضُ من لا يعلم سُنن الله في الكون ويقول: كيف يكون المستقبل للإسلام والغلبةُ للمسلمين في مثل هذا الزمن الذي اجتمع فيه الأعداء وتغلبوا على المسلمين، بمقدراتهم ومخترعاتهم المادية؟ كيف ينتصر المسلمون وعدوُّهم يملكُ القنابل النووية والأسلحة المتطورة، والمسلمون دون عدوِّهم في وسائل القتال والتقنية بمراحل؟

والجواب أن على المسلمين أن يُعدِّوا أنفسهم بما يستطيعون كما قال تعالى:


(١) سورة العنكبوت، الآية: ٦.
(٢) سورة محمد، الآية: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>