غذَّاه الاستعمارُ البريطانيُّ، وزاد من نسبته في فترةِ سيطرتهِ على نيجيريا، ولم يكن من قبلُ شيئًا مذكورًا .. بل كان المسلمون وإلى جانبِهم وَثَنيّون لا يَدينون بدين .. فعمِلَ المستعمرُ على تنصير هؤلاء الوثنيين، وغرّب من استطاع من أبناء المسلمين، ويحلو للبعض أن يُطلقَ على نيجيريا (بلقان أفريقيا)؛ لأنها مقسّمةٌ دينيًّا وثقافيًا وعِرْقيًا (١).
واليوم يُسَرُّ الزائرُ لهذا البلدِ المسلم بصحوةِ المسلمين وتعطُّشِهم إلى هَدْي السماء، وتنقل وكالاتُ الأنباءِ وأخبارُ الدنيا طرفًا من مطالباتِ الشعبِ النيجيري لتطبيق الشريعةِ .. وقد أفلحتْ هذه الدعواتُ وبدأت بعضُ الولاياتِ فعليًا بتطبيق الشريعةِ، وأعلنت أخرى عزمَها على التطبيقِ، وحّددت لذلك زمنًا قريبًا.
ولا تزال الدعوة تنتقلُ من ولاية إلى أخرى، ويتوقع بعضُ المطَّلِعين أن تستجيب لنداء تطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ ما يزيد على نصف ولايات نيجيريا خلال هذا العام.
أيها المسلمون: والأخبارُ التي تُنقلُ عن هذا البلدِ المسلمِ لا تزال لا تُمثلُ الحقيقةَ، ولا ترسمُ الصورةَ بكامل أحداثِها، ولئن اتّهم الإعلام الكافرُ بالتحيُّزِ في عدم توضيح الصورةِ، فاللومُ يقع أكثرُ على الإعلام الإسلاميِّ بوسائله المختلفةِ، حين يقصّرُ في خدمة قضيةِ المسلمين في نيجيريا، وتوضيح حالتِهم، ونقل احتياجاتِهم لإخوانِهمُ المسلمينَ ودعمِهم لقضيتهم.
إنها بشائرُ واعدةٌ ومستقبلٌ زاهرٌ بإذن الله للإسلام والمسلمين في نيجيريا .. يجدها المطّلعُ في المسجد والشارع، ويسمعها من أستاذِ الجامعة، ويراها في حماسِ العلماءِ ونشاطِ الدُّعاةِ، بل ويكبّرُ ويُهلّلُ لها عوامُّ المسلمين هناك،