للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الخير، وأكثرَ استعدادًا للمسارعة. ولكن أولئكَ الخيّرينَ كذلكَ لم يستثمروا رمضانَ كما ينبغي، فكم من مسجدٍ يحتاجُ إلى إمامَتِهم وهم يتسابقون إلى المسجدِ المشهورِ بُحسنِ تلاوةِ إمامهِ، أو لأن جماهيرَ من المسلمينَ تؤمُّه، وكم من تجمعاتٍ رمضانيةٍ على الأرصفةِ، أو في الاستراحاتِ يحتاجونَ إلى زيارتهم، وربما غَفلوا عن هؤلاء وأولئك، واختاروا أن يجتمعوا ويسمروا مع نظرائهم من الطيبين، وهل يغيبُ عن البالِ أن القلوبَ مهيأةٌ لسماع الدعوةِ والكلمةِ الطيبةِ في رمضانَ أكثرَ من غيرها، فأينَ استثمارُ هذه الفرصَ؟ وكَم يأخذكَ الأسى حين تسمعُ أن عددًا من الدُّعاةِ وطلبةِ العلمِ والمشايخِ ربما اعتذروا عن تقديمِ أيِّ مساهمةٍ في الدعوة، إما في مساجدهم التي يصلونَ فيها، أو في مساجدَ أخرى يمكن وصولُهم إليها .. فكيف يُساهمُ هؤلاءِ في القرى والمناطق النائيةِ - ولو ببعضِ أوقاتِهم - إن لم يكونوا مرتبطينَ بمساجد تمنعُهم من ذلك؟

وبالجملةِ فثمةَ فرصٌ كثيرةٌ للدعوةِ ونشرِ الخيرِ في رمضانَ، فأينَ الخيّرونَ منها؟ وهل تُسبقُ بدراسةٍ وتخطيطٍ وتنسيقٍ مع الجهاتِ الرسميةِ ذاتِ الاختصاص؟ لينطلِقَ قطارُ الدعوةِ في رمضانَ بمستوى يتلاءمُ وقدسيةَ هذا الشهرِ الكريم؟

أيها المسلمونَ: وعلى نطاقٍ أوسعَ والمسلمونَ كافةً يستقبلونَ رمضانَ هذا العام، وفيهم من اللأواءِ والفاقةِ والجراحِ ما لا يُشكى إلا إلى اللهِ، فهو وحدَه مفرّجُ الكروبِ ومنزلُ النصرِ.

أجل إن الضيفَ الكريمَ يحلّ هذا العامَ والقلوبُ الموجعةُ تَحِنُّ إليه وفيه دواءٌ لأمراضِها، كيف لا والصيامُ سبيلٌ للتقوى، وحين تتحقَّقُ التقوى فللمتقين هدىً، والعاقبةُ للتقوى، والذين اتقوا إذا مسَّهم طائفٌ من الشيطانِ تذكَّروا فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>