أيها المسلمون: لنُعِد النَّظرَ إذًا في مفهومِ الإعاقةِ على ضوءِ مفهوم «ليسَ الغِنى عن كثرةِ العَرَض، ولكن الغِنى غنى النفس»، وعلى ضوءِ مفهوم:«الكَيِّسُ من دانَ نفسَه وعملَ لما بعد الموتِ، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأماني».
ودعونا نقول: إن المُعوَّقَ حقًّا هو القادرُ الكسولُ، والغَنيّ المحرومُ، هو صاحبُ الطاقةِ، والقاتلُ لها، هو الذي لا يثقُ بنفسِه، أو لا يهتم بقدراتِه، فتموتُ الطاقاتُ والإبداعاتُ عنده بمحضِ إرادتِه، هو الذي يُبصرُ ثغرةً في المجتمعِ ويجدُ من نفسِه القدرةَ على تغطيتها فلا يفعل، هو الذي يستطيع أن ينفعَ بكلمةٍ أو موقفٍ فلا يُقدمُ عليها.
إن الحديثَ عن الإعاقةِ بهذا المفهوم موجَّهٌ لنا جميعًا، الصغيرِ والكبيرِ، الشابِّ والكَهل، الغنيِّ والفقيرِ، الذكرِ والأنثى، الملتزمِ وغيرِ الملتزمِ، والهدفُ التعرف على ما لدينا من جوانبِ الإعاقةِ فنعالجِهُا، وجوانبِ القصورِ فنسدِّدُها قدرَ ما نستطيعُ.
والحَذَر من التسويفِ والأماني، فالعمرُ قصيرٌ، وسهامُ المنايا كثيرةٌ ومتعددةٌ، والمسارعةُ للخيراتِ دعوةٌ ربانيّةٌ، ومن الخطأ أن نحسَّ في الإعاقةِ من خارجِ