إن البعضَ يتساءلُ: ألسنا في بلدٍ محافظٍ، فكيف يقعُ مثل هذه؟ !
وأقولُ: نعم، إن مجتمعَنَا - بعمومِه - محافظٌ والحمدُ لله، ويستنكرُ مثلَ هذه الممارساتِ، وهذه المظاهرُ لا تمثلُ المجتمعَ .. ولا تلغي محافظتَه .. ولكن قد يكون للثراءِ والنعمةِ أثرٌ في وجودِ بعضِ هذه الممارساتِ، لا سيَّما حركاتِ الشبابِ اللامسئولة ومضايقاتهم للناسِ عامةً وللنساءِ خاصةً؛ بسدِّ الشوارعِ تارةً، والاعتداءِ على الحُرماتِ تارةً أخرى، وما يَنجمُ عن ذلك من أضرارٍ على الأرواحِ أو الممتلكاتِ .. وهنا يَرِدُ السؤال: ومن أين لهؤلاء المراهقينَ السياراتُ التي يتسكعونَ ويفحطونَ ويضايقونَ الناس بها؟ أليست بتمويلِ الآباء؟ أليست أصداءَ للنعمةِ؟ أليست استغلالًا بشعًا لذوي النعمةِ والثراءِ؟
فهذا سببٌ، وسببٌ آخرُ - وهو عكسُ سابِقه- إذ تُمثلُ البطالةُ والفراغُ عند بعضِ الشبابِ الذين هم خارجَ المدرسةِ وبدونِ عملٍ عنصرًا مهًّا في بروز هذه الظواهرِ السيئةِ، فيقضونَ بها فراغَهم ويعبّرونَ بها عن سُخطهم وفراغِهم بطريقةٍ خاطئةٍ مرفوضةٍ عقلًا وشرعًا ..
أما السبب الثالث المهم: فهو ضعفُ الوازع الدينيِّ، واختلالُ القيمِ الأخلاقيةِ، وعدمُ تقديرِ مشاعرِ الآخرين، بل وتقصُّدُ الإضرارِ بهم.
أما السببُ الرابعُ: فهو وجودُ عناصرَ مشبوهةٍ من أصحابِ المِللِ والنِّحِلِ والأديانِ الفاسدة، تسعى جاهدةً لإفسادِ هذه البلادِ المباركةِ، متخذةً من الأشرطةِ والمنشوراتِ والكتيباتِ والمدارسِ الأجنبيةِ وسيلةً لترويجِ فِكْرها وبثِّ سمومها.
خامسًا: وللإعلامِ السيئ والقنواتِ الفضائيةِ وبرامجِ العنفِ، والتهتكِ الأخلاقيِّ، والغزوِ الفكري - لهذه وتلك - أثرُها في صياغةِ العقلياتِ وممارسةِ