للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفجر حتى يخرجَ وقتُها، تلك سهراتٌ نَصَبَ الشيطانُ فيها رايتَه، وهل يسهرُ أولئك على طول قيامٍ أو تلاوة قرآن؟ وأين نحنُ من قومٍ قال اللهُ عنهم: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (١).

لقد رحلوا عنّا وقَدِموا إلى ما قدّموا - وخَلَفت من بعدهم خُلوفٌ أضاعوا الصلاةَ واتبعوا الشهواتِ.

٢ - أما السفرُ فهو سبيلٌ للتنفيس والترويحِ عن النفسِ والتأمُّلِ في كون الله الفسيح .. ولكنَّ المحظورَ حين يكونُ السفرُ مجاوزًا للحدودِ المشروعة، به تُهدَر الأموالُ وتُهدَر معها الكراماتُ، ويَضعُف الحياءُ، وتقلُّ الرقابةُ لله، ومن الفُهومِ الخاطئةِ عن بعض الناس أنه يَحِلُّ لهم في السفرِ ما لا يحلُّ لهم في الإقامة، أو شعورُ بعضهم بالخوفِ من الناس أكثرَ من خوفِهم من ربِّ الناس ... !

ومن المخاطرِ التي قد لا يتنبه لها بعضُ الأولياء السفرُ للخارج في بيئاتٍ تؤثرُ بشكلٍ أو بآخرَ على السلوكيات، وربما على المعتقَدَات.

وضَعْفُ الرقابةِ في السفر له مؤثراتٌ سلبية حتى ولو كان السفرُ لأطهرِ بقعةٍ في الأرض، وكم يشكو رجالُ الهيئةِ من صِلاتٍ واتصالاتٍ غير مشروعة بين فتيانٍ وفتياتٍ كان أهلُهم يتعبَّدون، وهُمْ وهنَّ في الأسواق يتجوَّلون .. فهل يَعِي الأولياءُ تلك المخاطرَ ويراقبون ويهتمُّون بأوقاتِهم وأوقاتِ من يرحلون معهم من بنينَ أو بناتٍ؟

أخي الشاب: وقبل أن تحزم أمتعةَ السفر تَوقَّف وسائِل نفسَك: ما الهدفُ من السفر؟ وإلى أين تسافر؟ وماذا لو داهمَتْكَ المنيِّةُ وأنت تنوي السوءَ، أين أنت من هِمَّة شابٍّ قال عن نفسِه كما نقل الذهبيُّ: حفظتُ القرآنَ وأنا ابنُ سبع


(١) سورة الذاريات، الآيتان: ١٧، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>