سنين، وما من علمٍ إلا وقد نظرتُ فيه وحصَّلتُ منه الكُلَّ أو البعض .. وما أعلمُ أني ضيَّعتُ ساعةً من عمري في لهوٍ أو لعب (١).
لقد رَحَلَ هذا الشابُّ عن الدنيا وبقي ذِكرُه الطيبُ نديًّا عبرَ القرون، فهل فكّرتَ أخي الشاب بأي نوعٍ من الذكر سيبقى لك بعدَ رحيلِك؟
٣ - والنُّزهة والسِّياحة لفظةٌ محبَّبةٌ للنفوس صِغارًا كانوا أم كِبارًا .. ولكن أيّ نزهةٍ، وما نوعُ هذه السياحة؟ إن النزهة لا يلزمُ أن تكون بمقارفةِ المحرَّماتِ ولا بإسقاط الحياء، ولا بسماع الغِناء والخَناء .. ومع الوعي في المجتمعِ لا بدَّ من اختيارِ النزهةِ المناسبة، تلك التي تُروِّح عن النفوس، وتُدخِل البهجةَ ويفرحُ لها الصغار ويأنس بها الكِبار .. لكن مع بقاءِ الحِشْمةِ والفضيلة ودونَ خوارمَ للمُروءة، أو إسقاطٍ للشَّهامةِ والرجولة.
ومما يَجدُرُ التنبيهُ له أن البعض قد يرحلُ للنزهة والسياحة دون أن يستصحبَ أهلَه وأولاده، وذلك من بابِ الخوف عليهم وحمايتِهم لكنه يقعُ في المحظورِ الآخرِ حين تطولُ غَيْبتُهُ عن أسرته تاركًا الحبلَ على الغارب، فيحصلُ للأسرة في حالِ غَيْبته من الشرورِ والفساد ما يَنْدَى له الجبين، وقيِّمُ الأسرة غافلٌ في سياحته مستمتعٌ بتنزُّهه، ولربما صُدِمَ بالواقعِ بعد عودته .. لكنه بإهمالِه يتحمَّل مسؤولية ما أَهمَل، وبطولِ غَيبته وعدمِ رقابته يجني ثمارَه المُرَّة!
٤ - وحين يكون الحديثُ عن البيوتِ والأولاد .. يُمكن القولُ: إن لدينا قدرةً على ضبطِ بيوتنا - إذا أردنا - وتوجيهِ أولادنا إذا تَمَّت قناعتُنا، والدليلُ على ذلك أننا نُعلِنُ حالةَ الطوارئ أيامَ الامتحانات .. فنهتمُّ بإيقاظِ الأبناء والبناتِ مبكِّرين حتى لا تفوتَهم الامتحاناتُ، ونحرصُ على عدمِ سهرِهم حتى يستيقظوا نَشِطين،