إخوةَ الإسلام: إن الزائرَ لألبانيا قبل عقدٍ من الزمن أو يزيد قليلًا .. والزائرَ اليوم يجدُ فرقًا كبيرًا في أوضاعِ المسلمين عمومًا، وفي أوضاعِ الشباب خُصوصًا، فمِن قَبلُ كان الشرودُ والضياعُ والقهرُ والاستبدادُ وفُقدانُ الهُويةِ، والعيشُ بلا هدفٍ، والسجنُ والأذى لمن يَحمِل همَّ الإسلام أو يُحدِّد أهدافًا غيرَ أهدافِ الشيوعية في الحياة.
أما اليوم فالانتماءُ للإسلام مفخرةٌ، والمسلمون يعيشون لأهدافٍ نبيلة، والدعوةُ إلى الله يَرُوجُ سوقُها، ويشتدُّ ساقُها، والمساجد تُعمَر حِسًّا ومعنىً .. والمؤسساتُ الإسلامية والهيئاتُ الدعويّة تجدُ لها مجالًا في الدعوة، والدعاةُ إلى الله يَجِدُون من يُرحِّب بهم ويسمعُ إليهم.
أيها المسلمون: وبشكلٍ عامٍّ ومعَ هذه المبشِّرات والإرهاصات، فالمسلمون في ألبانيا يواجهون صعوباتٍ تُحِيطُ بهم ومعوِّقات، ومن المناسبِ أن يعلمَها إخوانُهم المسلمون ليساهموا في حلِّها وتذليلِها، ومن هذه الصعوباتِ ما يلي:
١ - غربةُ الإسلامِ الماضية لا تزال آثارُها باقيةً، ومهما قيل عن نفرٍ من المسلمين وفَّقهم اللهُ وتجاوزوها، فَثمّةَ أكثريةٌ من المسلمين لا يزال الإسلامُ فيهم غريبًا، وتشكِّل الغُربة والجهلُ بالدِّين أكبرَ المعوِّقاتِ للدعوة ونشرِ الخير في ألبانيا.
٢ - والوجودُ النصرانيُّ قويٌّ في ألبانيا، لا بكثرةِ النصارى، فنسبةُ المسلمين هناك بين خمسةٍ وسبعين إلى ثمانين بالمائة من تعدادِ السكان، بينما يشكِّل النصارى ما بين عشرين إلى خمسةٍ وعشرين بالمائة. ولكن قوة النصارى بالدَّعمِ والمساندةِ سواءٌ من داخلِ ألبانيا أو من القُوى النصرانيةِ خارجَ ألبانيا .. وحتى