أثرٌ في تعاطُفِ المسلمين، بل وغيرِ المسلمين مع مُسلِمي البوسنة والهرسك.
كيف لا يتعاطفون وقد خلَّفتِ الحربُ ما يزيدُ عن مائتي ألف قتيلٍ ما بين مسلمٍ ومسلمةٍ وطفلٍ؟
أما الجرحى والمعاقون -بأيِّ نوعٍ من الإعاقة- فهؤلاء يُقدَّرون بمائة ألفٍ، ولا يزال ما يَقرُبُ من ثلاثين ألفَ معاقٍ يُعانُون من أثرِ الإعاقة.
كما خلّفت الحربُ خمسةً وعشرين ألف يتيمٍ، ولا تسأل عن حاجةِ هؤلاءِ للرعاية -لكافةِ جوانبِها.
أما مَن فرَّ من المسلمين البوسنِّيين نتيجةَ ويلاتِ الحرب فيُقدَّرُون بمليونِ مسلمٍ، على هيئةِ لاجئين إما من قريةٍ إلى أخرى داخلَ البوسنة، أو من دولتِه إلى دولةٍ مجاورةٍ، ومنهم من فرَّ إلى دولٍ بعيدةٍ إسلاميةً كانت أم غيرَ إسلامية.
إخوةَ الإيمان: ولم تقفْ آثارُ الحرب وهجمةُ النصارى على المسلمين في البوسنة عند هذا الحدِّ .. بل طالتِ الآثارُ العزَّلَ من السلاحِ والآمنين في بيوتِهم ولم تَسلَم النساءُ من خُبْثِ النصارى ووحشيَّتِهم .. ويؤكِّدُ البوسنيون أن أكثرَ من أربعين ألفَ امرأةٍ مسلمة فعلَ بها النصارى الفاحشةَ، هذا إنْ سَلِمَتْ من القتلِ والتشريد.
وبيوتُ الله هي الأخرى أُسقطِت مآذنُها ومحاريبُها وهُدِّمت جدرانُها، وقد بلغ عددُ المساجدِ التي سُويِّتَ بالأرض ودُمِّرت تمامًا ستُّمائةِ مسجدٍ تقريبًا، وفوقَ ذلك أُصيبَ ثلاثُمائةِ مسجدٍ بشدوخٍ وتصدُّعاتٍ تحتاجُ معه إلى ترميمٍ وإصلاحٍ، ونال التدميرُ كذلك المنشآتِ والممتلكاتِ، وأُفسدت البُنَى التحتيةُ من طرقٍ وجسورٍ ومولِّداتِ كهرباء ونحوِها فضلًا عن تهديمِ البيوت ليصبحَ ساكنوها بلا مأوى، ويقال: إنه يوجدُ الآن أكثرُ من ثلاثِمائةِ ألفِ مسلمٍ لم يستطيعوا