وحربِهم للمسلمين على عقيدتِهم، وبدأ يرتادُ المساجدَ مَنْ لم يكن يعرفُ طريقَها من قبلُ.
٣ - أما الأثرُ الأعظمُ فهو عودةُ عددٍ من شبابِ البوسنة للإسلام بمفهومِه الصحيحِ الشامل، وبالالتزامِ الصادق، بل والحماسِ للدعوة لهذا الدِّين، وبَعْثِه من جديدٍ في نفوس قومِهم البوسنيين، {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}(١)، وقد رأينا بأمِّ أعينِنا -نماذجَ لهؤلاءِ الشبابِ الملتزمين زادهم اللهُ هدى وبصيرةً، وثبتَّهم وحَفِظَهم ونفعهم ونفعَ البلادَ والعبادَ بهم.
٤ - وأمرُ الوعي كذلك بدأَ في صفوفِ النساء -وإن كان بنسبٍ أقلَّ- فبدأتَ تسمعُ عن عددٍ من الملتزماتِ بل الداعياتِ، ولم يعُدِ الحجابُ -كما كان من قبلُ- مظهرًا من مظاهرِ التخلُّفِ والرجعيةِ، بل رمزًا للعِزَّةِ والكرامةِ والأصالةِ الإسلامية، وإن كان لا يزال نِسبٌ كبيرةٌ من النساءِ هناك يمثِّلنَ الضياعَ والانحرافَ ويشكِّلنَ عنصرًا من عناصرِ الفسادِ والفتنة، ثبَّت الله المهتدياتِ، وهدى الضالاتِ والمتبرِّجاتِ إلى الحقِّ والهدى.
٥ - وفي مقابل هدمِ النصارى للمساجدِ تعاطفَ المسلمون مع إخوانِهم في البوسنة، فعُمِّرت المساجدُ من جديدٍ وبمساحاتٍ أوسعَ وببناءٍ أقوى وأفخم، بل وبُنيَ إلى جانبها المراكزُ الإسلاميةُ للدعوةِ والتعليمِ ويُعدُّ مسجدُ ومركزُ خادمِ الحرمين الشريفين في سراييفو أكبرَ وأفخمَ مسجدٍ ومركزٍ، لا في البوسنةِ والهرسك وحدَها، بل ربما على مستوى البلقانِ، وحين يُفتَحُ المركزُ بخدماته وتقنيتِه العاليةِ ويُدعَم ويوفَّقُ لعاملين نَشِطِين مخلِصين، فسيكون له أثَرُه بإذنِ الله هناك، وهناك مساجدُ ومراكزُ أخرى، جزى الله العاملين المخلِصين المنفِقين عليها خيرَ الجزاء.