القوى الكبرى، ولذا يسعَوْن لمحاصرتِهم والتضييقِ عليهم.
عبادَ الله: وكلمةُ حقٍّ تقال لهؤلاءِ المجاهدين - سواءٌ من داخلِ البوسنة أو خارجِها- إنهم بحقٍّ صمَامُ أمان، وصيحةُ الحقِّ والانتصارِ للمظلوم والغضبِ لله، ونداءُ تكبيرِهم دوَّت له الجبالُ .. باعوا أنفُسَهم لله، وحملوا أرواحَهم على أكُفِّهم جهادًا في سبيل الله ورغبةً في الشهادة. وكم تشهدُ أرضُ البوسنة أو سواها من مواقعِ الجهاد على شجاعتِهم وبَذْلِهم، وحُقَّ للجبال أن تبكيَ لوداعهم، وحين تُحدِّث الأرضُ أخبارهَا فستشهدُ على صلاتِهم بالليل والناسُ نِيَام، وبكائِهم من خَشْيةِ الله في الأسحار، وعلى طول سهرِهم مرابطينَ في سبيل الله، في وقتٍ كان فيه فِئامٌ من المسلمين يغطُّون في نومٍ عميق .. كذلك نحسبُهم والله حسبُنا وإياهم -اللهم اقبَلْ شهداءَهم، وثبِّتْ على الحقِّ أحياءَهم، واهدِهم صراطَك المستقيم.
إخوةَ الإسلام في كلِّ مكان: أَتدرونَ ماذا يحتاجُه إخوانُكم المسلمون في البوسنة والهرسك منكم في ظروفِهم الحاضرة؟
١ - إنهم محتاجون ألَّا تنسَوْا قضيتَهم في وقتٍ كثَّفَ النصارى وجودَهم وجهودَهم، نعم إنَّ من أخطائنا أننا نتعاطفُ مع إخواننا في وقتِ ذُروةِ الأَزْمة، ثم فجأةً ننسحبُ وننساهم وقضيتَهم، على حينِ تتركَّزُ جهودُ النصارى في وقتٍ يغيبُ فيه المسلمون فيُفسِدون ويهدِمون ما بناه المسلمون .. فهل يليقُ الانسحابُ حين تُقطَفُ الثمار .. ليس ذلك في البوسنة فقط، بل وفي كثيرٍ من مواقعِ الجهاد التي دعمناها .. ثم بسرعةٍ وفجأةً نسيناها، ولعلَّ مما يُثير دهشتَكم وحماسَكم أن تعلموا أن بأرض البوسنة والهرسك اليومَ أَكثرَ من ثلاثمائة مؤسسةٍ تنصيريةٍ حسبَ تقرير المجلس التنسيقي للمؤسساتِ غيرِ الحكوميةِ في البوسنة، وكما يعترفُ بذلك البوسنيون .. إنَّ من حقِّ البوسنيين أن يتحسَّروا على انسحابِ