المؤسسات الإسلامية بعد الحربِ، ونحن معهم نتحسَّرُ على هذا الإخلاءِ في وقتٍ تكاثرَ فيه الدخلاءُ والنصارى.
ولقد كانت تجربتُكم في ربطِ الدعوةِ مع الجهاد -في أرض البوسنة- تجربةً رائدة .. آتَتْ أُكُلَها في حينِها، ولا تزالُ أرضُ البوسنة تتروَّى من مَعِينها، والأملُ -بعدَ الله- كبيرٌ في شبابِ البوسنة الذين تربَّوْا في محاضنِ الجهاد .. واستفادوا من دعوةِ المجاهدين.
٢ - ولا تزال الحاجةُ قائمةً لبناءِ المساجد أو إكمالِ ما بُدئ به ولم يُكمَل، وقد رأيتُ ما بُدئ به ولم يُنجَزْ، علمًا بأن هذه المساجدَ على مستوى القريةِ والمدنِ هي الوحيدةُ.
٣ - والدعاةُ إلى اللهِ من البوسنيين أو غيرِهم يحتاجونَ إلى دعمٍ ماديٍّ يسدُّ حاجتَهم ويُفرِّغهم للدعوة بين أهلِيهم وبني قومِهم، كما يحتاجون إلى الدعمِ المعنويِّ وهو أهمُّ، وذلك بزيارةِ المشايخ والدُّعاةِ وطلبةِ العلم لهم، وإقامةِ الدورات الشرعيةِ والبرامجِ النافعة، والدروسِ والمحاضراتِ العامَّة لهم ولعمومِ المسلمين هناك، وكلُّ ذلك يُسهِم في تثبيتِهم -بإذن الله- أمامَ المدّ النصرانيِّ والصليبيِّ وموجاتِ العَلْمنة والتغريب .. وإذا كان حاكمُ الصِّرب المجرمِ وُكِّلَت إليه مهمةُ التصفية الجسدية لمسلمي البوسنة والهرسك -وقد اعترفَ العالَمُ الغربيُّ بأن حاكمَ الصرب مجرمُ حربٍ- فحاكمُ الكروات النصرانيُّ وُكِّل إليه أَوْربةُ البوسنيين (يعني جعلَ البوسنة أُوروبية الطابع والشخصية) فقد صرَّح الرئيس الكرواتي بأن الغربَ كلّفه بهذه المسؤولية .. فهل يهبُّ المسلمون لنجدةِ وحمايةِ إخوانهم من كيدِ النصارى.
٤ - وهناك عددٌ من اليتامى والأيامى والأراملِ والمعاقين من المسلمين خلَّفتها آثارُ الحرب، وهؤلاء إن لم يسبقِ المسلمون لمساعدتِهم وإيوائِهم وسدِّ