أيها المسلمون: ذلكمْ مشهدٌ من مشاهدِ تاريخِنا ونموذجٌ للنُّصرةِ والدفاعِ عن حِيَاضِ الإسلام والمسلمين عند أسلافِنا.
واليومَ آهاتٌ وأنَاتٌ لملايينَ من المسلمينَ والمسلماتِ من شيوخٍ ونساءٍ وأطفالٍ تُقطِّعُ نِياطَ القلوبِ ولا تكادُ تجدُ لها سامعًا أو منقِذًا .. بل حصارٌ عالميٌّ وأُمميٌّ لا تدري أتعجَبُ فيه من عِظَم القوةِ المُحاصِرة أم من كبرياءِ أصحابِها؟ أم تعجبُ من ضعفِ المُحاصَرين والظلمِ الواقعِ عليهمْ وصمودِهمْ وثباتِهمْ رغمَ المِحَنِ داخليًا وخارجيًا، ورغمَ الحصارِ الواقعِ عليهمْ سَلَفًا .. والحصارِ والتهديدِ والإنزال الواقعِ عليهمْ حاضرًا .. وكانَ اللهُ في عونِ المسلمينَ وثَبّتَ أقدامَهم وأمدَّهم بنصرٍ من عندِه.
إخوةَ الإسلامِ: ويزادُ العجبُ ويغضبُ الربُّ حينَ يتخاذلُ المسلمونَ عن نُصْرةِ إخوانِهم المظلومينَ .. فكيفَ إذا هَمَّ أو فكَّر أحدٌ من المسلمين بمشاركةِ الكافرينَ بضربِ المسلمين؟ إنها فِتنٌ تدعُ الحليمَ حيرانَ، ومصائبُ تتصدَّعُ من هَولِها الجبال، وإلى الله المُشتكَى وهو وحدَه المُسْتَعان.
أيها الناسُ: إنَّ الإرهابُ مرفوضٌ من قِبَلِنا معاشرَ المسلمين مثلَ -بل أكثرَ- مما هو مرفوضٌ عندَ غيرِنا من الأُممِ، ولكنّ السؤالَ المهمَّ: ما هو مفهومُ الإرهابِ ومَن يصدِّرُه أكثر؟
وإذا رُفضَ الإرهابُ الفرديُّ أو الجمعيُّ ومن أيِّ فئةٍ قامت به، فأشدُّ من ذلكَ الإرهابُ العالميُّ بصورِه وأشكالِه المختلفةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والعسكريةِ والفكريةِ والعَقَديةِ، والذي يُمارسُه الغربُ على العالَمِ عبرَ قطارِ العولمةِ القَسْري، وعبرَ المؤتمراتِ والملتقَياتِ التي يُصرُّ الغربُ فيها على قلبِ الحقائقِ والضغطِ بقوةٍ حتى يَصدُرَ القرارُ باعتبارِ دولةِ الصهاينةِ دولةً ديمقراطيةً وليستْ في عِدادِ العنصريةِ وليست في عِدادِ الدولِ الإرهابيةِ، بل في قائمةِ الدولِ المتحضِّرةِ.