للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا قيامُ ليلةٍ كاملةٍ .. أم يراودُك الشيطانُ ثم يخرجُك من المسجد لتذهبَ إلى القِيلِ والقالِ، أو مشاهدةِ ما هبطَ من الأفلامِ في البيوت الوهميةِ أو في البيوت الحقيقية؟

تذكَّرْ أخي المسلمَ أنَّ مَنْ قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه، فوطِّنْ نفسَك على القيامِ من أولِ الشهرِ إلى آخره.

ولئن قصَّرتَ في قيامِ الليل أو تلاوةِ القرآن فيما مضى من أيام فحنانَيْكَ أن تُضيِّعَ ذلك في شهرِ رمضان! إنني حين أنصحُك ونفسيَ بالإكثارِ من تلاوةِ كتاب الله أنصحُ لك بالتدبُّرِ في آياتِه والوقوفِ عند عجائبِه، وكم في القرآن من كنوزٍ تحتاج إلى تدبُّر، وربُّنا يقول لنا: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (١)، ويقول: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٢).

أُمّةَ القرآن: إن أهلَ القرآنِ أهلُ اللهِ وخاصتُه، وكيف يكونُ من أهل القرآنِ من اتخذَه مهجورًا؟ ونحن أُمةٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام وعلى قدْرَنا بالقرآن، فهل نجعلُ للقرآنِ من أوقاتِنا وعقولِنا وقلوبِنا ما يستحقّ؟ إن رمضان فرصةٌ لصلةِ تبدأ ولا تنتهي مع القرآن، وعلى قدْرِ محبَّتِك لمن أَنزلَ القرآنَ فاقرأ القرآنَ! وكفى.

٥ - مشاريعُ اقتصاديةٌ: من مشكلاتِنا - بشكل عامٍّ - الإسرافُ وعدمُ الاقتصادِ، وفي رمضان دروسٌ عامةٌ ودرسٌ خاصٌّ بالاقتصاد .. فالصائمُ ممسِكٌ عن الطعام من طلوعِ الفجر إلى غروبِ الشمس، وهذا مشجِّعٌ على القضاءِ على التُّخمة ومروِّضٌ للنفس على الصبر، ومهذِّبٌ للأرواح، ومُرِيحٌ


(١) سورة محمد، الآية: ٢٤.
(٢) سورة ص، الآية: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>