للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (١).

وبقيتِ العبرةُ {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (٢).

ومنْ عادٍ وثمودَ - ورغمَ فاصلِ الزمان - إلى فرعونَ وقارونَ، حيثُ يتكررُ الطغيانُ والاستكبار .. ثم تتجددُ معهُ سُنةُ اللهِ في تدميرِ الطغاةِ والمستكبرين.

أجل؛ لقدْ بلغَ فرعونُ منَ الطغيانِ حدًا قالَ معه: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (٣).

وبلغَ منَ السخريةِ بموسى وربِّه أنْ قال: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ} (٤).

وتسلطَ فرعونُ على المؤمنين، وجيَّشَ جنودَه لمطاردتهم {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} وسخِرَ بموسى ومنْ معهُ منَ المؤمنين قائلًا {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} (٥). {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: ٥٢].

وتطاولَ فرعونُ وجنودُه، فطاردوا المؤمنينَ حتى وهم يجاوِزون البحرَ {بَغْيًا وَعَدْوًا} (٦) ..

واتخذوا لمنْ لمْ يستطعِ الفرارَ حبالًا وأوتادًا، ومنْ عجبٍ أنَّ هؤلاءِ الطغاةَ لا


(١) سورة القمر، الآية: ٣١.
(٢) سورة القمر، الآية: ٣٢،
(٣) سورة القصص، الآية: ٣٨.
(٤) سورة غافر، الآيتان: ٣٦، ٣٧.
(٥) سورة الشعراء، الآيات: ٥٣ - ٥٦.
(٦) سورة يونس، الآية: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>