للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ارتكبتِ اليهودُ فتَسْتَحِلُّوا محارمَ اللهِ بأدنى الحِيَلِ .. ».

عبادَ الله: إنَّ اللهَ إذا حَرَّمَ على قومٍ أكلَ شيءٍ حرمَ عليهمْ ثمنَه- هكذا أخبرَ المصطفى صلى الله عليه وسلم (١).

أيها المسلمون: اتقوا اللهَ واجتنبوا الحرامَ وإياكمْ والمُشتَبَهات، فمنْ وقعَ في الشُّهباتِ وقعَ في الحرام، واحذروا المترخِّصين في الفتوى (بغير علم) والمُتَحايلينَ على النصوصِ بالحيلِ الباطلة.

وللأئمة- رحمهمُ اللهُ- كأحمدَ وغيرهِ كلامٌ في المفتينَ بالحيلِ حتى قالوا: إنَّ منْ أفتى بهذهِ الحيلِ فقدْ قلبَ الإسلام ظهرًا لبطن، ونقضَ عُرَى الإسلامِ عُروةً عُروةً. هكذا نقلَ ابنُ القيمِ عنهمْ في «إعلام الموقعين» (٢).

أيها المؤمنون: ومنْ حيلِ الأفرادِ إلى حيلِ الدول، حيث تُرسمُ السياساتُ وتُبني الخططُ على المكرِ والخديعةِ والحيل، ويظهر للناس شيءٌ وفي الباطنِ أشياء، ومنْ أعظمِ المصائبِ أن توضعَ المصائدُ لأمةِ الإسلام بحيلِ اليهودِ والنصارى، وتكونُ بلادُ المسلمين أرضًا وسكانًا .. ومواردَ وقيمًا .. مجالًا تُمارَسُ فيه أنواعُ المكرِ والخديعةِ والحيل، وأعظمُ منْ ذلكَ أنْ يروَّجَ هذا المكرُ على نفرٍ من المسلمين أو غيرِ المسلمين، فلا يقفُ تأثيرُ الأزمةِ المعاصرةِ على تغييرِ الخرائطِ الجغرافيةِ والسياسية، بل تتغيرُ خرائطُ العقولِ والأفكار- إلا منْ رحمَ اللهُ- وهنا يحتاجُ الناسُ كافةً والمسلمونَ خاصةً، إلى تثبيتٍ على الدينِ الحقِّ .. ذلك الدينُ الحقُّ الذي ارتضاهُ اللهُ لها وختمَ به شرائعَ السماء، وهو وحدَه المنقذُ للعالمِ من التخبُّطِ والضياع، وهوَ وحدَه الدينُ الذي


(١) رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح. جامع الأصول ١/ ٤٥١.
(٢) جامع الأصول ١/ ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>