للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقدْ تحدَّثَ هؤلاءِ الجاهلونَ عنِ الولاءِ والبَراءِ فما أحسَنوا، وعنِ الجهادِ فأساءوا، وتلمَّسوا الأعذارَ للضالِّينَ، واشتطُّوا في نظرتِهمْ لإخوانِهمُ المسلمينَ، ووَقعوا بأعظمَ ممّا عابُوا!

أتُراهمْ يطمعونَ إلى تغييرِ هُويةِ المجتمعِ المحافظِ بمثلِ هذهِ الطروحاتِ؟

أجَهِلوا أنهمْ في بلادِ الحرمَيْن منبعِ الرسالةِ ومصدرِ الهدايةِ ومَعقلِ الدعوةِ؟ القرآنُ نزلَ فيها، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم بُعثَ منْ بطاحِها فالإسلامُ والدعوةُ جذورُها وعمقُها التاريخيُّ، وهو مفخرةٌ لأهلِها. لقدْ خابَ وخَسِرَ مَنْ حاربَ ديِنَ اللهِ أوْ سَخِرَ بشيءٍ ممّا جاءَ بهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

تُرى منْ أيِّ بيئةٍ نَهلوا هذا الفكرَ الجانحَ؟ وإلى أيِّ جماعةٍ ينتمونَ ويَركنونَ في هذا الهجومِ الكاسحِ؟ ومجتمعُنا- بحمدِ اللهِ- يمثِّلُ الدِّينُ لُحمتَه، ويَشعرُ الذكرُ والأنثى بالعزةِ إذْ ينتمي للإسلامِ ويتمثَّلُ تعاليمَ الإسلامِ، أجلْ لقدْ قامَ هذا الكيانُ الذي نعتزُّ بهِ على أساسٍ متينٍ منَ الدِّينِ والعلمِ والقِيَمِ، وتعاقدَ الشيخُ (المجدِّدُ) والأميرُ (الإمامُ) على قيامِ الدولةِ، فتأسَّستِ الدولةُ السعوديةُ الأُولى، ثمَّ أعادَ الأحفادُ في الدولةِ السعوديةِ الثالثةِ ما بناهُ الأجدادُ، ولا يزالُ الحديثُ في كلِّ مناسبةٍ عنْ قيمةِ العقيدةِ، وتحكيمِ الشريعةِ، والعزةِ بالإسلامِ، فكيفَ تسلَّلتْ إلينا أفكارُ العَلْمَنِة؟ !

إذا كانتْ تلكَ بعضَ استفزازاتِ القومِ وطروحاتِهم فمَنْ وراءَهم؟ إذا كانَ ولاةُ الأمرِ يتحدَّثونَ بكلِّ صراحةٍ حديثًا غيرَ أحاديثِهم ويُدافعونَ عنِ الجهاتِ المستهدفةِ ويُعلُونَ منْ شأنِها، وأنَّ فصلَ الدِّينِ عنِ الدنيا في بلادِنا أمرٌ غيرُ واردٍ- إلى غيرِ ذلكَ مما جاءَ على لسانِ وزيرِ الداخلية (١) - وفَّقه الله- وغيرِهِ من


(١) جريدة الرياض، الجزيرة وغيرها، الصادرة في ١٨/ ٣/ ١٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>