المساجدُ خيرُ البقاعِ، وما أحراها بكثرةِ الجلوسِ والتذكرةِ والتلاوةِ والخَلوةِ والدعاءِ حتى تحينَ الصلاةُ، إلى غيرِ ذلكَ منْ مهامِّ وأدوارِ المسجدِ التي تضاءَلَتْ في هذا الزمنِ، حتى فقدَت عددٌ من المساجدِ رسالتَها العُظمى، وآثارَها التربويةَ والاجتماعيةَ وأشياءَ أخرى.
وهي مسئوليةٌ مشتَرَكةٌ بين الإمامِ والمأمومينَ، والأوقافِ والدعوةِ.
يا عبدَ اللهِ قفْ، وسائلْ نفسَكَ ما قدْرُ الصلاةِ عندَكَ؟ قلْ ما شئتَ، وَعَبِّرْ بما شئْتَ .. فإنَّ حظَّكَ منَ الإسلامِ على قَدْرِ حظِّكَ مِنَ الصَّلاةِ؟
يا مسلمُ كيفَ تؤدِّي الصَّلاةُ؟ قلُ ما شئْتَ وتذكَّرْ ما شئْتَ فليسَ لكَ منْ صلاتِكَ إلا ما عقَلْتَ!
أيُّها المُصَلونَ هلْ تُؤدونَ الصَّلاةَ أمْ تُقيمونَها .. والفرقُ كبيرٌ بين مجردِ الأداءِ وإقامةِ الصلاةِ كما أمرَ اللهُ ورسولُه، ومنْ تأمَّلَ في آياتِ القرآنِ وجدَ أنَّ الأمرَ بالصلاةِ يأتي دائمًا بأسلوبِ (الإقامةِ)(أقيموا الصلاةَ) فالإقامةُ تعني الإتمامَ والعنايةَ لا مجرَّدَ الأداءِ (١).
أيها الراكعونَ الساجدونَ: هلْ تتثاقلونَ القيامَ مع الإمامِ والركوعَ والسجودَ والتلاوةَ إنْ أطالَ؟ فدونكُمُ العلاجُ .. وهوَ الخشوعُ في الصلاةِ وفي محكم
(١) اللسان، القاموس (قوم) الشيخ عبد الرحمن السديس كوكبة الخطب/ ١٩٢.