للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ: وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين، والذم لا يكون إلا لترك واجبٍ أو فعل محرم، وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دلّ ذلك على وجوب الخشوع/ كما استدل الشيخ على وجوب الخشوع لقوله تعالى {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} ... إلى قوله {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}. وبأدلة أخرى وكلام طويل استجمعه رحمه الله (١). كما قال بالوجوب الحافظ العراقي في (طرح التثريب (٢) ردًّا على النووي رحمهما الله (٣).

إخوة الإسلام فإذا علم وجوب الخشوع في الصلاة أدركنا مدى تفريطنا وتهاوننا في أداء هذه الفريضة الواجبة وقلة خشوعنا في الصلاة، فإن قال قائل: وما هي مظاهر عدم خشوعنا في الصلاة؟ قلت: هذه كثيرة ومنها: -

١ - كثرة الحركات في الصلاة دونما فائدة كتحريك الأرجل والأيدي وتسوية الملبس ومس الشعر والنظر في الساعة وفرقعة الأصابع ونحو ذلك، وتأمل كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه حين سأله عن مسِّ الحصى في الصلاة فقال: «واحدة، ولأن تمسك عنها خيرُ لك من مائة ناقة كلها سود الحدَق العيون» (٤).

٢ - الإلتفات في الصلاة وهو نوعان: حسي ومعنوي، فالحسي تقليب البصر يمينًا وشمالاً. وذلك هو الاختلاس الذي يختلسه الشيطان من صلاة العبد، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (٥). والمعنوي هو التفات القلب عن الله لأي غرض من أغراض الدنيا، والانشغال عن الصلاة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم


(١) في الفتاوى» / ٥٥٣ - ٥٧٢.
(٢) ٢/ ٣٧٢.
(٣) انظر الخشوع وأثره في بناء الأمة، الهلالي/ ٣٥.
(٤) الحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في صحيح الترغيب والترهيب (٥٥٨) المنجد/ ٥٣.
(٥) أخرجه البخاري ٢/ ٢٣٤، ٦/ ٢٣٨ من الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>