للجنة .. بين صلاة وصيام، وذكر وتلاوة قرآن، ودعوة للخير، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وإحسان للخلق، وصدقات وصلات، وأخلاق فاضلة وظنون حسنة، وأدب وتربية .. إلى غير ذلك من أنواع القربات .. وحبذا لو حاسب العبد نفسه كل حين يوم أو كل أسبوع أو كل شهر عن أنواع الطاعات التي مارسها وتقرب إلى خالقه بها، حتى يكتشف نفسه فإن وجد خيرًا حمد الله وزاد، وإن وجد خللاً أو تقصيرًا سدد الخلل واستغفر وأناب.
٤ - ومع تنويع الطاعات فثمة معين آخر لا يكلف النفس إلا استحضار النية ألا وهو توسيع دائرة التقرب فمهما اجتهد المرء في العبادات المحضة فإنها تبقى معدودة، وقدرته عليها محدودة .. ولذا فتح الرحمن على عباده الموفقين للخير أمورًا تمكنهم من خلالها توسيع دائرة تقربهم ومن ذلك: أ- احتساب الأجر في الأمور المباحة .. والتي قد يراها الإنسان أمورًا عادية أو واجبة عليهم، كالنفقة على الأهل فهي مع الاحتساب قربة لله وطاعة قال صلى الله عليه وسلم:«إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة»(١). فهل نحتسب النفقة على أهلينا وأولادنا في عداد الصدقات .. دون أن يكون لذلك أثر على الصدقات الأخرى؟ ومثل ذلك يقال في احتساب الأجر في العمل الوظيفي والتعليمي والبيع والشراء وسائر المباحات فقد يتحول من عادة إلى عبادة ومن مجرد واجب يؤدي إلى دعوة للخير يثاب فاعلها.
ب- ومن ذلك كذلك الهم بنية الخير وإن لم يعمل المرء لعارض أو سبب .. فذلك مؤشر على طيب النفس وحب الخير، ومنهج لنشر الخير ومحاصرة الشر، وربنا يحاسب على الخردل والقطمير، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب