الانتخابات البلدية بصورتها المعاصرة تجربة وافدة يمكن الاستفادة منها بعد تهذيبها وتخليتها مما علق بها من بيئتها ومحض تجربتها؛ فلا غش ولا تزوير، ولا كذب ولا مخادعة، ولا تعد على حقوق الآخرين، أو محاولة لإسقاط الأكفاء المنافسين.
الانتخابات البلدية ليست استعراضًا عشائريًّا، أو تسابقًا قبليًّا، ولكنها اختيار للأمثل وإن كان الأبعد.
الانتخابات البلدية شعور بالمسئولية المستقبلية، وسعي صادق لتحقيق أعلى قدر ممكن من احتياجات المواطن، ورعاية مصالحه وتأمين حقوقه، وليست مجرد ظهور إعلامي، أو منصب استشرافي، أو إثبات للذات ليس إلا.
قبل أن نسجل سل نفسك: لماذا تسجل؟ ومن سترشح؟
ما مقدار تمثلك الأمانة، والتزامك بالصدق، إنها نوع من التزكية فمن تزكي، وهي نوع من الشهادة، فعلى ما تشهد؟
لقد كان للمسلمين سبق في الشورى، مارسوه في عصورهم الزاهية؛ فضربوا أروع الأمثلة في تحقيقه، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم وقائد الأمة ربما تنازل عن رأيه نزولًا عند رأي الأكثرية من المسلمين، ما لم يكن في ذلك نصًّا أو مأثمًا.
ومارس المسلمون بعده صلى الله عليه وسلم المشورة واختيار الأمثل للمسلمين في ولاياتهم الكبرى والصغرى، فضربوا في ذلك أروع الأمثلة في الصدق والتحري واخيتار الأكفأ، وكان مرشحوهم عند حسن الظن صدقًا وعملًا وإخلاصًا، ومارس المسلمون (الاقتراع)، فكانوا مثالًا في الإيثار والبذل، وشهد القرآن أنهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، لم يكن هذا في سلمهم فحسب، بل