يعثر رجال إنقاذ على الطفل ليكون في عداد الأحياء تاركًا أباه وأمه وأخاه وأخته في عداد المفقودين ..
ويؤكد ناج آخر أنه أمضى خمسين ساعة في البحر في صراع بين الموت والحياة حتى كتب الله له النجاة .. ويروي قصته والثلاثة الذين معه الذي أمسكوا جميعًا بطوق نجاة وكانت الرياح والأمواج تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى سقط منهم اثنان في البحر لشدة الأعياء .. ونجا اثنان منهم .. كان هو أحدهم.
ويحدث ناج فقد أخاه ويقول حين وقعت في البحر لم أجد إلا برميلًا تعلقت به أنا وعشرة آخرون معي ولمدة خمسة عشر ساعة، وأصعب مشهد واجهته في عرض البحر أن سمك (القرش) التهم أحد الأشخاص من بيننا .. مما جعلنا في حالة ارتباك وذعر متواصلة .. وقال إن هذا المشهد لن ينساه أبدًا.
ويروي أحد الناجين بكل ثقة وإيمان إنه لم يفقد عقله منذ بدأ الحدث حتى أنجاه الله، ولم يفتر عن الذكر والدعاء .. يستحضر فضل يوم الجمعة وساعة الإجابة فيه وهو في عمق البحر فيذكر الله ويدعوا .. ويحضر وقت صلاة على أثر صلاة أخرى فلا يتأخر عن الأذان والصلاة وقد لا يستطيع الصلاة إلا قائمًا أو بالإيماء فيفعل، وقد يجمع الصلاتين- وقد يصلي الفجر بوضوء العشاء أو الوتر- إنها حالات تكشف عن الثبات والإيمان .. واليقين ويحدث شباب نجوا عن جهودهم في الإنقاذ، رغم الهول والشدة، وكم تبرز في هذه الحالات مروءات الناس ونجدتُّهم وإن كانوا هم أحوج ما يكونون للنجدة والإنقاذ.
فريق من الذين نجوا يحدثون عن الساعات الأخيرة التي ودعوا فيها آباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وإخوانهم وأخواتهم .. وقد فصل البحر بينهم، أو التهم الحريق عددًا منهم .. ولك أن تتصور أن العبارة حين غرقت واستقرت في عمق