للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} إلى قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الألْبَابِ} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم» (١).

قال الحافظ بن كثير- في تفسيره الآية-: أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج .. ثم نبعت القدرية، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق في قوله: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي» والحديث رواه أهل السنن وصححه جمع من الأئمة المعتبرين.

وقال ابن المبارك: أصول الفرق أربعة: المرجئة والقدرية والشيعة والخوارج.

عباد الله ويظن بعض الناس أن هذه الفرقة أصبحت تاريخًا يذكر ولا وجود لها في عالم اليوم، وهذا خلل في الرأي وخطأ في الرؤية بل يبصر المتأمل في واقعنا المعاصر انبعاثًا لهذه الفرقة المنحرفة ووجودًا لهذه الضلالات المنكرة فالفكر الخارجي يظل برأسه ويسمع بين الفينة والأخرى من يكفر من لا يستحق الكفر، أو تقتل المسلم أو يستهين بالدماء المعصومة لما كان يصنع الخوارج، بل ربما أفزعك خبر تسمعه- في ساحات الجهاد- من تقصد بعض فضائل الجهاد لقتل من يخالفهم في الرأي ولو كان مسلمًا .. بل ولو كان مجاهدًا .. تلك فتنة وبلية لا تحسب على الإسلام وليست من أخلاق المسلمين في شيء.

-نسأل الله العافية والسلامة- ولا بد أن تنكر حين لا تقع الفتنة بين المسلمين ويظل العدو يتفرج على مآسي وخلافات المسلمين.


(١) هذا لفظ البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>