للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحائط وأصبح العالم مرتبطًا بطرق عديدة بالاقتصاد والتجارة والهجرة والبيئة والمرض والعقاقير، والنزاعات وأكد على الأخطار المستقبلية- بلغة الأرقام- قائلًا: في عالمنا الذي يضم ستة مليارات شخص، يستحوز (مليار) منهم على ٨٠% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بينما الخمسة مليارات الآخرون يملكون ٢٠%، ويعيش نصف سكان هذا العالم تقريبًا على أقل من دولارين يوميًا، ولا تتوفر (لمليار) شخص إمكانية الحصول على الماء النظيف، ولا يحصل ١٠٠ مليون على فرصة الذهاب إلى المدرسة، وأكثر من ٤٠ مليون إنسان في الدول النامية مصابون بالإيدز مع أمل قليل في تلقي العلاج» (١).

والسؤال المهم .. وأمام هذا الوضع الكارثي للعالم، ماذا قدم دهاقنة الحرية، والزاعمون لرعاية حقوق الإنسان، والمدعون تصدير العدل والرفاهية والتنمية للعالم؟

وهل غزو (العراق) ومن قبل (أفغانستان) وقوائم الانتظار الأخرى وتكريس الاحتلال الصهيوني في فلسطين هي في نظر الغرب الحل الأنسب لتصدير الحرية والرفاهية وتقليل الكوارث .. ؟ أهذه مخرجات حضارتهم؟

أم أن هذه وتلك أضافت أرقامًا موحشة وجديدة للفقر واختلال الأمن، وانتشار الأمراض .. فضلًا عن قوافل الموتى والمشردين والناقمين .. والذين باتوا يشكلون قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، ساخطة على الظلم وهكذا بات المصدرون للإرهاب يجنون ثمارًا مرة لما زرعوا.

إن واقع العصر يشهد على أن دعاة محاربة الإرهاب هم الذين يصنعون الإرهاب .. وأدعياء الحرية والعدل هم الذين يؤسسون للظلم ويزرعون الحقد،


(١) (صحيفة الاقتصادية السعودية ٢٢/ ١٠/ ٢٠٠٤ م، د. محمد السلوقي .. السابق/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>