على أن الحق مهما طال الزمن يحق .. والباطل مهما زيف يزهق وما هي إلا برهة يسيرة في عمر الزمن حتى بدأت الدعاوى تكشف والتهم تعرى من الدليل، والحق يبين ويعلن، ويشهد شاهد من أهلها لا على سقوط الدعوى بالإرهاب فقط، بل يثبت أنه لا يوجد دليل أصلًا على التهمة .. والتي لم تكن مجرد تهمة، بل استتبعها (سيل) من الإجراءات المتعسفة أجل نطق الشهود وهم (أجانب) وحكمت المحكمة (وهي خارج الأسوار) فماذا قالوا؟ وبم حكموا؟
قال أحدهم المحامي الدكتور ويندل (معترفًا بالجور) أن السياسات الحالية لمكتب مراقبة الممتلكات الأجنبية OFAC تشتمل على القليل جدًا من العدالة، ولا رحمة فيها ولا تواضع».
كما قال آخر (ديفد أتاوي) حتى الآن لم تنجح وزارة الخزانة الأمريكية في إدانة أي من المؤسسات الخيرية الثلاث التي تم تجميد ممتلكاتها أثناء التحقيقات بأي عمل إرهابي، وهي مؤسسة: الإغاثة العالمية وهيئة الأعمال الخيرية العالمية، ومؤسسة الحرمين الإسلامية».
بل يتساءل هؤلاء ويقولون: هل الأمر يستحق تدمير هذه المؤسسات؟ هل أدى ذلك إلى تحسين أمن الولايات المتحدة أم أنه كان مجرد تصرف عقيم انتهك حقوقًا مدنية دون أن يحقق إنجازًا ملموسًا للأمن .. » (١).
هذا جانب مشرق في عدالة قضايانا ونموذج لظلم الآخرين لنا .. ولكن الجانب الأكثر إيلامًا .. حين تنبعث التهم من داخلنا، وحين تكون المجاراة للآخرين من أبناء جلدتنا، وأيًا ما كانت بواعثه (أبواق مقلدة، توجهات تتصيد،
(١) (ضحايا بريئة في الحرب على الإرهاب د. محمد السلومي: / ٩٣).