للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصوم يومًا ويفطر يومًا» قال: «وأقرأ القرآن في كل شهر» قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فأقرأه في كل عشرين» قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك.

قال: «فاقرأه في كل عشر» قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك. فإن لزوجك عليك حقًا. ولزورك عليك حقًا. ولجسدك عليك حقًا».

قال: فشددت. فشدد علي.

قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر».

قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث عدة فوائد ووقفات:

أولاها: همة هذا الشاب واستزادته من عمل الصالحات، وما زال يحاور النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر من طاقته حتى أذنه له بما أذن فأين هذه الهمة من شبابنا .. ولكل واحد منهم أن يسأل نفسه ما هو ورده من القرآن في اليوم؟ وما هو نصيبه من الصوم؟ إننا نتألم حين نسمع عن شباب حفظة لكتاب الله .. ومع ذلك فقد يمر الشهر على أحدهم ولم يختم القرآن، ونتألم أكثر حين نسمع عن شباب أو كهول لا يختمون القرآن إلا من رمضان إلى رمضان ولكنهم ومن العدل أن نقول أن ثمة شبابًا وكهولًا يختمون القرآن في بضعة أيام.

ثانيًا: حرص هذا النبي على أمته، فهو بهم رءوف رحيم وما زال بابن عمرو ينازله ويحاوره في تخفيف الصيام والقيام وتلاوة القرآن تخفيفًا يستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>