للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنفس لديمومتها على ذلك حتى تلقى الله وهو راضٍ عنها .. أما البدع فهي عبادات مؤقتة، وهي لقاءات موسمية، وهي أحيانًا اجتماعات عامة قد تطرب لها بعض النفوس المريضة وتظنها نوعًا من القربة والمغنم، وهي في واقع الحال معصية ومأثم.

والبدع، معاشر المسلمين، كثيرة ومتنوعة فمنها لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة كبدعة المولد التي أحدثها العبيديون في مصر والمسمَّون ظلمًا بالفاطميين، وهؤلاء العبيديون كانوا يظهرون الرفض (أي ينتسبون إلى الرافضة- ويبطنون الكفر المحض، يقول عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (واتفق طوائف من المسلمين علماؤهم وملوكهم وعامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام وأن قتالهم كان جائزًا .. وأن الذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم (١) ..

ويقول عنهم ابن كثير رحمه الله: (وقد كان الفاطميون من أغنى الخلفاء، وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرةً، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الإفرنج على سواحل الشام بكامله حتى أخذوا القدس وغيرها .. وقتلوا من المسلمين خلقًا وأممًا لا يحصيهم إلا الله) (٢).

فإذا كان بدعة المولد وأمثالها من البدع من ترويج هؤلاء الضالين المضلين


(١) الفتاوى ٢٨/ ٦٣٦.
(٢) البداية والنهاية ١٢/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>