للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أريد أن ألحقه فوجدته قد انطلق حاجًا، فانطلقت إلى الحج أن ألقاه بهذا الحديث، فلقيته لهذا، فقلت: يا أبا هريرة ما حديث سمعت أهل البصرة يأثرون عنك؟ قال وما هو؟ قلت: زعموا أنك تقول: إن الله يضاعف الحسنة ألف ألف حسنة، قال: يا أبا عثمان: وما تعجب من هذا والله يقول: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} (١) ويقول تعالى: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} (٢) والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يضاعف الحسنة ألفي ألفي حسنة» (٣).

وإذا كان هذا ما نقله أبو هريرة رضي الله عنه في مضاعفة أجر الصدقة، فاسمع إلى ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما في هذا الصدد أيضًا، وقد روى ابن أبي حاتم بسنده إلى ابن عمر قال: لما نزلت هذه الآية: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ .... } (٤) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب زد أمتي، فنزلت {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} (٥) قال: رب زد أمتي، فنزل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٦).

إخوة الإيمان، إذا كان هذا في مضاعفة أجر الصدقة يوم القيامة، فللصدقة والإنفاق الخِّير بشكل عام آثار أخرى، تشمل الدنيا والآخرة، فثواب أصحابهم محفوظ عند الله، وهم آمنون من مخاوف يوم القيامة حين يفزع الناس، وهم غير آسفين على ما خلَّفُوا من الأموال والأولاد وزهرات الدنيا، لأنهم قد صاروا


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٤٥.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٣٨.
(٣) الحديث رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ١/ ٤٢،
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٦١.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٤٥.
(٦) سورة الزمر، الآية: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>