للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما ما هو خير من ذلك كله، يقول تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (١).

وهل علمت أخا الإسلام أن الصدقة تظلل صاحبها في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى الظل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس» (٢).

وهل علمت أن الصدقة طريق إلى الجنة وسبب من أسباب دخولها، يقول الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ... الآية} (٣).

يا أخا الإسلام، أنفق ينفق الله عليك وأعط يعطك الله، وهل يغيب عنك أن الله يعوضك عمَّا أنفقت، وملَكَان يصيحان مع بداية كل يوم، يقول أحدهما: اللهم أعط كل منفق خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط كل ممسك تلفًا.

أعط يا أخا الإسلام، وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغني، فهنا تنفع النفقة، وهنا تقبل الصدقة، وهنا يكون الامتحان وتصعب المنافسة ... أما إذا بلغت الروح الحلقوم وشعرت أنك ستخرج من الدنيا فهيهات وقد انتقل، أو قارب المال أن ينتقل إلى غيرك .. يقول عليه الصلاة والسلام موضحًا ذلك كله: «أفضل الصدقة أن تصدُّق وأنت شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا» (٤).


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٦٢.
(٢) الحديث رواه أحمد والحاكم وسنده صحيح- صحيح الجامع ٤/ ١٧٠.
(٣) سورة آل عمران، الآيتان: ١٣٣، ١٣٤.
(٤) الحديث متفق عليه. صحيح الجامع ١/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>