للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أخا الإيمان، ومهما كان فقرك وقلتك فحاول المساهمة في الصدقات مع المتصدقين وابدأ بالأقربين وإن كان المتصدق به قليلاً، فذلك جهد المُقِل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة جهد المُقِل وابدأ بمن تعول» (١).

أيها المسلمون، ولا يفوتنّ عليكم البدء في صدقاتكم لذوي الأرحام والأقربين، فإن الصدقة على المسكين البعيد صدقة، وهي على القريب المحتاج صدقة وصلة.

ومهما وقع بينكم وبين أرحامكم من خلاف فلا يمنعكم ذلك من صلتهم، والتصدق عليهم، وإليكم توجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك إذ يقول: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» (٢).

والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها، وكشحه باطنه، أو الذي يطوي عنك كشحه ولا يألفك (٣).

يا أخا الإيمان، وإذا قدرك الله على شيء من النفقة فلا يخالطها شيء من المن بالعطية أو الأذى لمن تعطي فذلك مبطل للصدقة، كما يبطلها الرياء والسمعة، من أجل أن يقول الناس هو جواد أو كريم، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .. الآية} (٤). وهل ترضى أن يعرض الله عنك يوم القيامة؟ والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا


(١) رواه أبو داود والحاكم بسند صحيح- صحيح الجامع ١/ ٣٦٤.
(٢) حديث صحيح رواه الإمام أحمد والطبراني- صحيح الجامع ١/ ٣٦٤.
(٣) ذكره ابن الأثير في النهاية ٤/ ١٥.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>