التربية الإسلامية أو فُرِّغت من بعض محتوياتها المهمة، وقطعت صلة الدارسين بتاريخ الإسلام وبطولات المسلمين، فتخرجت هذه الأجيال وهي لا تعلم من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، وويل لمن خان أمته، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
أيها المعلمون، أيها المربون، وليس الامتحان للطلاب وحدهم، بل أنتم في نهاية الفصول مُمْتَحنون، ومسؤولون، فإن قلتم أنكم اعتدتم أن تَمتحِنوا ولا تُمْتَحَنوا، وتَسأُلوا ولا تُسأَلُوا، فدونكم هذه الأسئلة، وخليق بكم أن تعدوا للسؤال جوابًا: فما هي القيم التربوية التي عنيتم بها وأوصلتموها للطلاب؟ وكم من المبادئ الإسلامية غرستموها في الناشئة ودعوتم إليها الشباب؟ أي قدوة كنتم؟ وأي لون من ألوان المعاملة مع الطلاب اخترتم؟ كم فضيلة دعوتم إليها، وكم رذيلة حذرتم منها؟ وكم سلوك معوج نقدتموه، وكم ثقافة أصيلة رسختموها، وكم فكر منحرف حذرتم منه؟ أي ذكرى أبقيتم في ذهن الطلاب؟ وهل لازمتكم مسؤولية المربي طوال الفصل، وما نوع الثمار التي جنيتم في نهاية الفصل؟
تلكم وغيرها كثير من الأسئلة المهمة ينبغي أن يمتحن المربي نفسه فيها، فإن قلتم: هذه أسئلة مفاجئة، وذلك امتحان جديد، ومعذرة إن لم نعد لبعض الأسئلة إجابة، فهلا عرضتم هذه الأسئلة وغيرها على أنفسكم مع مطلع العام القادم بإذن الله، ذاك هو المرجَّى والمؤمل منكم فالأمانة عظيمة، والمسؤولية جسيمة، والامتحان مشترك والرسوب والفشل- لا قدر الله- ليس حاصلاً بالطلبة وحدهم فأنتم شركاء لهم واختاروا لأنفسكم ما تريدون.
ألا وإن من العدل والإنصاف ألا تحمل المدرسة والمعلم وحدهم مسؤولية النجاح أو الفشل، فالأسرة شريكة في المسؤولية وهذه الامتحانات تكشف عن